كتّاب وآراء

عيسي وزيرا للسياحه

منذ إعلان الحكومه المصريه بعض التغييرات الوزاريه في حكومة الدكتور مصطفي مدبولي والفرحه العارمه هبت علي المصريين وكأننا إنتصرنا في إحدى المعارك ، وظلت التكهنات لطائفة ” عبده مشتاق ” ترشح شخصيات بعينها وانتشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأسماء ، وتعامل البعض بنشر صور المرشحين في ” خياله ” وكأنه هو المسؤل عن هذا الملف ، ولفت نظري قيام بعض الشخصيات ” المشتاقه ” بنشر صور لها ترتدي ” شورتات ” و” نظارات ” معتقدين أن هذا ” النيولوك ” قد يساهم في توليهم حقائب وزارية.

والكارثه الاكبر أن بعض الأحزاب المصريه كانت تشارك في هذا العبث ظنا منها بأنها تستطيع أن تدير حقائب وزاريه من خلال بعض شبابها ، مرت ساعات وتطورت التوقعات علي رواد وساكني الفيسبوك ، كانت عصيبه تلك الفتره علي البعض وبدأت تظهر عليهم علامات ” العته” وفي ظني أنه لا توجد إشكالية في هذا الموضوع لانه ليس جديدا في مصر فهذا يحدث منذ بدايه تأسيس اول حكومه نظامية في بر مصر وربما له جذور تاريخيه _ وربما يحدث في كل دول العالم _ لكن سرعان ما تم الإعلان عن التغيير الوزاري ، وهنا عمت فرحه أكثر من عارمة علي وسائل التواصل بكل عناصره ، و سرعان ما تبدلت الأحوال , وفي مشهد عبثي _ حزنا علي بعض الوزراء الذين خرجوا في هذا التعديل رغم مطالبات عديده من الجماهير والمواطنين بتغييرهم ووصلت بعض الدعوات الي ” محاكمتهم ” وهنا لنا وقفه.

هذا يحتاج الي تحليل من خبراء علم الاجتماع ، ويجب الوقوف من خلال الدراسات والابحاث علي حقيقة من يسيطر علي هذه الجماهير ويحركها ويغير اتجاهات الرأي العام ما بين لحظه وآخري ، عبثية المشهد تكمن في تفاصيله ورجاله وهذا في ظني أمرا مرعبا ، خرج الدكتور خالد العناني من الوزاره في مشهد لم يتوقعه أحدا نظرا لعدة أسباب مهنية.

العناني نجح في ملف الآثار باعتبارها محل عمله وخبرته وأضرت إختياراته وقرارات له بقطاع السياحه ، وهذا يرجع إلي ” قلة ” الخبره المهنيه أيضا في هذا الشأن ، وبصرف النظر عن ما تحقق وما كان يجب فالشعب المصري هو الذي يدفع ثمن مشاريب هذه الإخفاقات ولا ضير في هذا لأن الحكايه ببساطه ” قديمه ” أيضا ، ولم يكن العناني إختراعا جديدا.

عيسي وزيرا للسياحه

تم إسناد حقيبة السياحة الي المواطن المصرفي المصري أحمد عيسي ليصبح وزيرا للسياحه في تصوري في فتره هي الأصعب في تاريخ السياحه المصريه علي الاطلاق ، واسباب ذلك ، التحول السياسي العالمي وما يتبعه من تحولات إقتصادية وما تفرضه الظروف من تسييس ملف السياحة هذا بخلاف اسباب فرعية كثيرة بعضها تقليدي ، وهذه الظروف تخلق تحديا كبيرا أمام الوزير الجديد ، فالرجل يمتلك بعض الخبرات باعتباره كان قريبا من بعض مجالس إدارات مشاركا فيها مثل الطيران وبالطبع له علاقه بالسياحة، ولا نستطيع الحكم علي الرجل ولا يملك أحدا هذا _ لكن في ظني أن هناك سياسات تم الاتفاق عليها لتنفيذها قبل توليه منصب الوزير في هذا التعديل وبالتالي هو يعلم المطلوب منه بدقه شديده ويعلم الدور الذي يلعبه في هذه الفتره تحديدا .

وهنا أقول إن صانع القرار السياسي رجلا قويا بالفعل فهو نجح في خلق كوادر من المساعدين تستطيع أن تدير في حالة غياب الوزير .

رغم كل الانتقادات الموجهة للاستاذ احمد عيسي وزير السياحه الجديد إلا أنها لا تنقص من قدره لأنها ليست شخصيه وبالتالي تضيف له تحديا جديدا تجعل منه شخصا لا يملك سوي تحقيق النجاحات وإحراز الأهداف التنميه السياحيه ، اتمني له التوفيق والسداد ، وادعوا الجميع لمساندته حرصا علي مصالح البلاد العليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى