[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: السياحة المصرية وآفات الإدارة

شغلتنا قضايا جانبية ومصالح شخصية عن تنمية القطاع السياحي بما يتسق وطموحاتنا، كان الحلم كبيراً، ومن أجل تحقيقه قدمت القيادة السياسية تسهيلات كبيرة للاستثمار السياحي، كانت الارادة قوية، والرجال مخلصون، والتطلعات المستقبلية لإيرادات قطاع السياحة محط أنظار واهتمام أولي الأمر.

 

شغلتنا قضايا جانبية ومطامع شخصية، وفشلنا إدارياً لأسباب كثيرة داخلية، بدون وعي كانت تدار الأمور، بالواسطة وكانت تحل المشكلات، لم نعمل علي خلق نظام إداري موحد للتعامل مع ملفات السياحة، الخلاف الفقهي بين الخبراء والوزراء المتعاقبون علي السياحة لم يخلقوا جيلاً إدارياً، بل خلقوا جينات مشوهة لرجال فشلوا في خلق نظام إداري موحد.

 

كانت الرؤى تقوم علي المصالح الخاصة _ وما زالت _ رغم التحديات، لم نصل للنضج في مواجهة الأزمات، ملفات كثيرة لم نستطيع تنميتها بسبب الخلاف بين رؤى الموظفين وأصحاب الأعمال، جيلاً وراء جيل، مات الحلم، وتسلل إلي قطاع السياحة، آفات بشرية، لا تفرق بين المهنية والفهلوة ولا تراعي الأعراف والقيم.

 

سيطرت علي قطاع السياحة آفات كثيرة، رغم الجهود المبذولة الإ أن الناتج لا يليق، ورغم الطفرة الكبيرة والخبرات البشرية المؤهلة الإ أن الحضور علي منصة صناعة القرار “لا يفقهون ” لا ” يفكرون حتى سبقتنا دولاً كانت بداياتها قصيرة ومقوماتها ضعيفة، ملفات في زمن التخلف المهني لم ينتبه أحداً لاهميتها، السياحة الصحية، في زمن مضى كانت مصر هي المقصد للعلاج والتعليم ، أهملنا ذلك ، تراجعنا وخرجنا من السباق، يبقى هناك أملا في” ملف السياحة الالكترونية” تطبيقات السياحة الالكترونية.

 

الإمارات تسعى  في المستقبل أن تكون مركز الذكاء الاصطناعي، تسعى لاحتضان المؤتمرات الدولية في هذا الشأن، ونحن فشلنا في توحيد الاتفاق علي تنفيذ برامج للحجز الإلكتروني، رغم وجود الكوادر المهنية التي تمتلك علاقات واسعة وخبرات طويلة، مازلنا نلهث وراء الزبون في الشارع في عصر الذكاء الاصطناعي.

السيد الدمرداش يكتب: السياحة المصرية وآفات الإدارة

جمعية الحفاظ علي السياحة الثقافية، ملكت حلم إقامة مؤتمر ومعرض حول تطبيقات السياحة الالكترونية، لا يهتم أحدا، الدكتور يحيي أبو الحسن رئيس المنظمة الدولية للسياحة الالكترونية، يملك مقومات التدريب في هذا الشأن ولا يتعاون معه أحدا، الوزارة بمؤسساتها في وادي والمهنيين في وادي آخر ، أمراً عجيب ولا تفسير له سوى إضعاف مصر، وأقصد هذا، عندما تسيطر السوقة والدهماء علي مفاصل أي صناعة فهذه مؤامرة كبيرة ، وتؤثر بالسلب علي خلق رؤية متكاملة حول التنمية المستدامة.

 

نتفنن في فرض “إتاوات” علي الفنادق، ونتغاضى عن تجاوزات شركات السياحة، ونطالب بتحسين جودة الخدمات المقدمة للسائح ولا نهتم ببرامج التدريب المهني، ولا عناصره ولا المدربين ، الأشياء نقيضها ونفعلها بدون لا مبالاة، في مصر خبراء ونستورد أفكاراً، ولا نتحمس لأهل الخبرة، نعتمد علي جهل أهل الثقة في إدارة ملف السياحة.

 

كارثة الإدارة الفندقية في مصر، لا أحد يراقب، والتعليمات تخالف بعضها، أصحاب المصالح تسيطر، بدون فقه مهني، القوم لا يسألون عن المهنية ولا تعنيهم، في كل ركنا من أركان المؤسسات السياحية “تنظيم سري ” يعمل على حلب البقرة ولا يطعمها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى