[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: عاهرة القوافي لا تطرب

ذهبت تشكو لسيد عصرها، متناسية أنها لم تعد تطرب، زمار الحي لا يطرب، يقول المتنبي ” لست أبالي بعد إدراكي العلا ، أكان تراثا ما تناولت أم كسبا ” القوم لا يفقهون سوي لغة” الاستحمار ” علي وزن ” الاستثمار ” تخفيفا في فقه التعري لكلمة ” الاستعمار ” وهو فقه لا يحتاج إلى غرباء ولا معدات ولا أسلحه.

يعتمد في الأساس علي سياسة ” الإقناع ” وفهم الاحتياجات وخلق ثقافة الاستهلاك، كانت الخادمه في فقه العرب قديما مجرد عامله لا تعاشر بخلاف الجارية ، في عصرنا الكل يعاشر وقد يلد أحيانا، الفرق بين الاشتراكية والرأسمالية، كلها أنظمة إقتصادية لكن القصد من الأولي ملكية الشعب لوسائل الإنتاج والإدارة التعاونية للاقتصاد والرأسمالية العكس تماما، فقه التعري لا يفرق بين الفاسد والمفسد ولا تحول أي قوانين بينه وبين تحقيق أغراضه.

كانت الفتاة عاملة لدي سيدها ولم تراعي أبسط قواعد اللعبه. بل أستثمرت كافة مؤهلاتها في الحصول على ما تريد وفي المقابل أعطت ما يريد القوم، تسللت في ظلام المتغيرات السياسيه والاجتماعية وبلغة السوق، خلقت إستقلالا” شعبيويا ” لكنها لم تتناسي ما قدمته في سبيل تحقيق أغراضها، لم يصبح فقط جسدها منهك، كل شيء في تفاصيلها تدعو للإحباط، المال الحرام لا يحقق السعادة، ربما يشتري كل شيء، حتي الذمم والضمائر، القصور والسيارات الفارهة، لكنه لا يشتري راحة البال ولا يشتري الستر ولا الصحة.

ذهبت تشكو لسيدها مني ، غاضبة متهمة العبد لله، الذي لا يملك سوي كبرياء لا تستطيع أن تملكه بكل مؤهلاتها ، مواطنا لا أمل منه ولا فيه، عصي علي الفهم، كل طموحاته في الحياة ” الستر ” لم تشفع لها دموعها ولا الكشف عن نهديها، فالمرء عندما يتجاوز في حق نفسه لا ينتظر في المقابل إحترام الآخرين له، خادمة القصر تظل هكذا في فقه ” هارون الرشيد ” وكما جاء في أحد مؤلفات جلال الدين السيوطي، تعتمد ترقياتها علي جمالها حيث كانت الفتاه الجميله في اليمن قديما يتزين لها الرجال، وأيضا مؤهلاتها الجسدية في المقام الأول، تستطيع أن ترقي سلالم القصر وربما أروقته وغرفه ولكنها لن تصبح يوما سيدة القصر.

في عرف العرب عاهرة القوافي لا تطرب، قد تتمايل وتدخل البهجه والسرور علي جمهورها لكنها تظل في تقارير القوم عاهرة القوافي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى