كتّاب وآراء

دكتور عبد العاطي المناعي يكتب: السياحة الصحية الميسرة

بقلم : دكتور عبد العاطي المناعي

رئيس مجلس امناءالمؤسسةالمصرية
للسياحة العلاجية والاستشفاء البيئيه نمط سياحي يوفر ( الاتاحة ) في الوجهات والخدمات السياحية والمنتجات لتكون ميسرة في متناول الجميع، بغض النظر عن القيود المادية أو الإعاقة أو السن حيث باتت المجتمعات المعاصرة على وعي متزايد لمفهوم إدماج الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع وتوفير سبل الراحة والتيسير والرفاهية في تلقي خدماتهم.ووفقًا للشبكة الأوربية للسياحة الميسرة، فإن السياحة الميسرة تشمل
وجهات خالية من العوائق:( الاتاحة ) في البنية التحتية والمرافق.

النقل: بحيث يكون الانتقال عن طريق الجو والبر والبحر، مناسبا لجميع المستخدمين
خدمات ذات جودة عالية: مقدمه من فريق عمل مدرب قادر علي التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بما يتناسب مع اعاقاتهم.

أنشطة ومعارض ومناطق جذب:

مسموح المشاركة من قبل الجميع فى تسويق وتنظيم الحجز ومواقع إنترنت وخدمات:معلومات عن الاماكن السياحية متوفرة وفي متناول للجميع ( مطبوعات استرشادية بطريقة برايل مثلا السياحة الصحية الميسرة من منظور خاص هي احد انماط السياحة الصحية).

باعتبار ان المستشفيات ومراكز الفحص ( اشعة – تحاليل) يجب ان تكون مهيئة ومتاحة بما يتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة وبما ييسر زيارتهم لتلقي الخدمه الصحية بسهولة ويسر.
اما مناطق الاستشفاء البيئي بانماطها المختلفة فيجب ايضا ان تكون بنفس مستوى التهيئة الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة بما ييسر استمتاعهم بهذه الاماكن وتلقيهم الخدمات بها ايضا

تعد مصر من البلدان الرائدة ذات التاريخ السياحي العريق باعتبارها المنطقة السياحية التاريخية التي جذبت ملايين السياح والزائرين منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا.

فصناعة السياحة في مصر صناعة قديمة قدم التاريخ والتى تتضمن عدداً من الأنشطة الاقتصاديةالهامة و التي تسهم في دعم الاقتصاد الوطني المصري من خلال توفير العملات الصعبة الأجنبية، كونها من أكبر الصناعات التي بدأت تنمو وتتطور بشكل ملحوظ في بداية القرن الواحد والعشرين.

وبما ان السياحة الصحية الميسرة لذوي الاعاقة وكبار السن والمتقاعدين والمرأة الحامل والطفل والفقراء ومتضرري الحروب والارهاب والحوادث والكوارث الطبيعية في مصر والعالم العربي تعتبر منتجا حديثا من المنتجات التى من الممكن خلق وتوظيف خدمات خاصة بهم تيسر لهم تلقي الخدمة او الزيارات المتكررة للاماكن السياحية بيسر وسهولة وراحة خاصة وان مصر تعتبر من اكثر اسواق الجذب السياحي في العالم لتعدد الوجهات السياحية فيها من سياحة دينية وشاطئية وتاريخية وثقافية وبيئية وسفاري وغيرها والتي لم تنل بعد ما يستحقه كمنتج متنام عالمياً يتناسب مع ذوى الاحتياجات الخاصة.

لذلك، ينبغي تطوير الخدمات والتسهيلات اللازمة لهذا المفهوم الجديد في السياحة. حتي نتمكن من جذب المزيد من هذه الفئات من جميع أنحاء العالم. سواء لتلقي خدمات السياحة الصحية (الخدمات العلاجية وخدمات الاستشفاء ) او الساحة بشكل عام أيضا، فان هذا التنوع في المنتج السياحي يضيف إلى السياحة المصرية نمطاً جديداً يسهم في التنمية السياحية بما يناسب العصر.

ومما لا شك فيه ان ماشهدته المنطقة العربية في الثلاثة عقود الماضية قد خلف الالاف من الضحايا لحروب والازمات نتج عنها خروج العديد من هؤلاء لتلقي العلاج خارج بلادهم او طلبا للاستشفاء والاستمتاع ايضا في دول اخري خارج بلادهم.

ومما لا شك فيه ان ما شهدته المنطقة العربية خلال الثلاثة عقود الماضية . أن نوعا جديدا من السائحين قد انتج سواء من (ذوي الاحتياجات الخاصة والمتقاعدين المعوقين نفسيا والمسنين والنساء الحوامل والأطفال والفقراء وضحايا الحروب والحوادث والكوارث الطبيعية والتطرف) الذين ينفقون في عطلاتهم ما بين %30 إلى %200 أكثر من السائح العادي.
ان أكثر من 20 مليون من هؤلاء سافروا ( معظمهم بصحبة مرافقيهم ) علي الأقل مرة واحدة خلال العامين الماضيين 2016 -2017 لقضاء عطلاتهم خارج بلادهم حيث يبلغ العدد الإجمالي لهذه الفئة في العالم حوالي مليار مليون شخص حول العالم منهم أكثر من 200 مليونا يعيشون في العالم الإسلامي وأكثر من 50 مليوناً في العالم العربي (2014 ,WHO).

أي انه لو قام %10 فقط من العرب الذين يحتاجون الي خدمات ( السياحة الميسرة والسياحة الصحية الميسرة ) بإنفاق تقريبي يصل إلى 1000 دولار فقط للفرد الواحد لاصبح الناتج 7 مليار دولار في الزيارة الواحدة وبذلك يصبح رافدا جديدا اضافيا للدخل القومي مما يسهم في دعم وتطوير خدمات هذا النوع من السياحة الصحية الميسرة والتي تحدث لأول مرة في مصر. كون الكثير منهم يرغبون في زيارة مصر ذات التاريخ العريق والامان الدائم.

كما تلعب الميزة التنافسية لمصر وخدماتها في مجالي السياحة بصفة عامة والسياحة الصحية بصفة خاصة سواء في الأمن والاستقرار العالمي وتنوع المناخ طوال العام دوراً فاعلاً بمنح المواقع السياحية زبائن على مدار العام، وخلق سوق جاذبة وصناعة فريدة تدعم الاقتصاد المحلي.

لذلك يجب ان نتنبه الي ضرورة توفير خدمات تسويقية مناسبة في قطاعات الاعلام و الصحة والسياحة لجذب واستقبال هذه الفئات الهامة وايضا الاستعداد الحقيقي بتدريب مقدمي هذه الخدمات ومتابعة تطورهم المستمر لتقديم الخدمات الميسرة لذوى الاحتياجات الخاصة في النقل البري والبحري والجوي وتوفيرالمباني المناسبة لهم واماكن التسوق واماكن العلاج او الاستشفاء وكذلك المزارات السياحية المراد الوصول اليها. والتطوير المستمر للخدمات الأساسية لتلبي احتياجاتهم.

ايضا تفعيل دور الاستراتيجية المستدامة في تدريب أصحاب الاعاقة من ابناء مصر على الحرف اليدوية الإنتاجية، وتشغيلهم فيها، ثم انتاجهم لها، ودعمهم من الدولة لتسويقهم لمنتجاتهم في اماكن المزارات السياحية او الاستشفائية بما يحقق ربحا اضافيا لهم .

 

من أجل الاستمرار في تعزيز الإنتاجية المستدامة لهذه الفئات المستهدفة، ورغبتها في الإنضمام إلى ركب مقدمى الخدمة في قطاع السياحة الصحية الميسرة. ان الظروف كلها مهيئة لتكون مصر سوقا لجذب عدد اكبر هؤلاء الاخوة ابناء المنطقة العربية وغيرهم لزيارة مصر التي ترحب بالجميع وتفتح ابوابها لتلقيهم خدمات العلاج ذا الجوده العالية والسعر المنافس عالميا او الاستشفاء والاستمتاع بهذه الاماكن المتميزة عالميا.

ان توفيرنا لهذه الخدمات الميسرة لجميع فئاتهم سوف تحقق لمصر دخلا هائلا ماديا لتكون مصر صاحبة الريادة الأولي في السياحة الإنسانية ( السياحة الصحية الميسرة ) محلياً وأقليمياً وعالميا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى