ميادة سيف تكتب: وعد بلفور و القمة العربية الطارئة 2025 (2)

انتهينا في المقال السابق عند اعلان وعد بلفور 2 نوفمبر 1917 حيث تطورت الحركة الصهيونية في أوروبا ووصول المستوطنين اليهود إلى فلسطين لتمنح بموجبه بريطانيا حقًا لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، ليكون هذا الوعد بمثابة الخطوة الفعلية الأولى للغرب لإقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب الشعب الفلسطيني بعد إعلان بلفور، قام العديد من اليهود بـالهجرة.
(الهجرة إلى “أرض الموعد”)، وارتفع عددهم ليصل الي حوالي ٧٠،٠٠٠ شخص في عام ١٩١٧ وتسارعت الحركة بسبب الإبادة الجماعية “الهولوكوست” ضد السكان اليهود في أوروبا حيث كان الهولوكوست عبارة عن الاضطهاد المنهجي الممنهج والذي ترعاه الدولة بغرض قتل حوالي ستة مليون يهودي من قبل النظام النازي والمتعاونين معه فكان الهولوكوست عملية متطورة والتي حدثت في أرجاء أوروبا بين عام ١٩٣٣ وحتى ١٩٤٥ ومع تزايد عدد اليهود في فلسطين وتفاقم التوترات بينهم، أعلن اليهود انشاء دولة إسرائيل ١٩٤٨ وأعلنت إسرائيل استقلالها، مما أدى إلى نشوب الحرب العربية الإسرائيلية الأولى
حيث انتهت الحرب بانتصار إسرائيل وتهجير أكثر من ٧٠٠،٠٠٠ فلسطيني، وتقسيم فلسطين إلى إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتالت الحروب بعد الحرب العربية الإسرائيلية؛ حرب الأيام الستة ١٩٦٧والتي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وشبه جزيرة سيناء، مما أدى إلى زيادة التوترات وزيادة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، ومهد الصراع للانتفاضة الأولى والتي كانت بمثابة ثورة على الاحتلال الإسرائيلي الذي دام من عام ١٩٨٧وحتي عام ١٩٩٣، كما أدى لظهور حماس، وهي الجماعة الإسلامية العسكرية الفلسطينية.
وفي نفس العام ١٩٩٣، تم الإعلان عن اتفاقية أوسلو، وهي بمثابة إعلان لنهاية الانتفاضة الأولى وتأسيس السلطة الفلسطينية بصفتها الكيان الحاكم للشعب الفلسطيني، كما اشترطت الاتفاقية بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ولكن اتفاقية أوسلو لم يتم تنفيذها وازداد تضييق الخناق من إسرائيل على الفلسطينيين، فتصاعدت الأمور مما ادي الي الانتفاضة الثانية الذي دام من عام ٢٠٠٠وحتي عام ٢٠٠٥، وهي فترة شهدت عنفاً مفرطاً، مما ادي قيام إسرائيل بتحصين حدودها مع غزة والانسحاب من المنطقة عام ٢٠٠٥ ومن عام ٢٠٠٥ حتى عام ٢٠١٤، لعبة حماس دوراً كبيراً للتصدي لإسرائيل، ولكن ادت هذه الممارسات العدائية الي عدة نزاعات منها حرب غزة الاولي، وعملية الرصاص المصبوب، وعملية عمود الدفاع، وعملية الجرف الصامد و أحدثت هذه النزاعات خسائر في الأرواح والممتلكات.
لم يقف الفلسطينيون والعرب مكتوفي الأيدي أمام كل ما يحدث من انتهاكات في الأراضي المحتلة، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية عدد من الأحداث والثورات والحروب الهادفة لوقف العدوان الصهيوني وتحرير الأرض، منها:
• انتفاضة البراق عام 1929م: والتي اندلعت ضد محاولات تهويه القدس
• مظاهرات عام 1933م: والتي خرجت في العديد من المدن الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني في سنة 1933م.
• الانتفاضة الفلسطينية الجماهيرية عام 1936م: أو “الثورة الفلسطينية الكبرى ” والتي استمرت على مدار ثلاثة أعوام كاملة
• من عام 1949م وحتى خمسينات القرن الماضي: قيام فدائيون فلسطينيون بشن هجمات من مصر وقطاع غزة (بدعم مصري) على إسرائيل.
• عام 1959م: ياسر عرفات يؤسس حركة فتح المسلحة في مصر لمهاجمة أهداف داخل إسرائيل.
• عام 1964م: تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وجيش التحرير الفلسطيني تحت قيادة أحمد الشقيري.
• الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م: (ثورة الحجارة)، والتي استخدم فيها المناضلون الحجارة ضد جنود الاحتلال الصهيوني.
• هبة النفق عام 1996م: والتي خرج فيها الشعب الفلسطيني بكل فئاته في أعقاب إقدام السلطات الإسرائيلية على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى.
• الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000م.
• الانتفاضة الفلسطينية الثالثة عام 2015/ 2016 (انتفاضة القدس).
• و اخيرا 7 اكتوبر 2023.
يهدف الكاتب إلى تحليل تأثيرات الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني على الأمن القومي المصري، من خلال دراسة الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية لهذا الصراع، وتحديد طبيعة التحديات التي تواجهها مصر نتيجة هذه التداعيات سيركز الكاتب على استعراض التحديات التي فرضها الصراع، سواء على المستوى الحدودي أو على مستوى الأعباء الاقتصادية الناجمة عن النزوح وتكاليف الأمن كما سيسعى إلى تقديم رؤية مستقبلية حول آفاق هذا الصراع وتأثيراته المتوقعة على الأمن القومي المصري، بهدف توفير توصيات لصناع القرار في مصر لتعزيز سياساتهم الأمنية والاقتصادية بما يسهم في التخفيف من تداعيات الصراع على الدولة والمجتمع المصري في المقال القادم.