السيد الدمرداش يكتب: تدمير البيئة في مصر

يسكنها “بحرين”، ويتمدد فيها “نيل ” هبة الله، كما وهبها مقومات الحياة بكل عناصرها ومفرداتها، مصر التي تعيش تحت خط الفقر ، كانت يوما ما ” سلة غذاء العالم ” كانت أوروبا تعيش على “قفا “مصر ، تلك الأميرة المصرية التي هربت مع قائد الجيوش حتي وصلت جبال الألب السويسرية، ودارت معركة كبيرة ومازالت سويسرا تحتفل بذكرى ” أوروبا “.
اراد الله ان تخرج الحضارة الإنسانية من رحم تراب هذا البلد العظيم، تناضل القوى الاستعمارية في العالم لكي تحتلها، إنها مصر التي يعرفها الجميع الإ هؤلاء الذين يديرون بعض مواردها الطبيعية مثل جهاز شوؤن البيئة، والمخول له الحفاظ على الحياة البرية والبحرية في مدن مصر التي تحتضن تلك النباتات نادرة الوجود، والأماكن التي يطلق عليها ” المحميات الطبيعية”.
في ظني أن هناك جهلاً عاماً بقيمة الكائنات البحرية، والبرية في مصر ، ولا نملك مفردات التعامل معها، في البحر الأحمر أحد البحار التي تسكن مصر، ثروات طائلة من الكائنات البحرية التي لا تتوافر في أي منطقة في العالم، ومع ذلك لم يمنع أحداً من موظفي وزارة البيئة الاعتداء عليها، لا افهم الدور الذي تقوم به وزارة البيئة في مواجهة التحديات التي تواجه الحياة البرية والبحرية في مصر.
حاكموا هؤلاء بتهمة عدم الإنتماء للوطن
عندما يتحدث أحد خبراء البحار والمحيطات حول” قضايا” الثروة البحرية، والكائنات البحرية جزءاً من تلك الثروات الطبيعية، ويحذر من التخاذل في مواجهة التعديات على الكائنات البحرية في البحر الأحمر وبعض المدن المطلة عليه مثل “مرسي علم” ولا أحد يهتم.

يؤكد الباحثون في هذا المجال من تجاهل خطورة تلك التعديات وتأثيرها مستقبلاً علي صناعة السياحة المصرية.
حدثني لواء حسام حلمي أحد المصريين الذين كرسوا حياتهم لفهم “اسرار ” البحر الأحمر، الرجل الذي عاش ما يزيد عن خمسة وثلاثون عاماً على جزر البحر الأحمر متنقلاً تارة ومستقراً آخرى، يصرخ الرجل من عدم وجود دراسات حول تأثير بناء الفنادق والمنتجعات السياحية علي الحياة البحرية في البحر الأحمر بشكل عام، ويؤكد أن المخاطر عصيبة وكارثية في المستقبل القريب، ولا أحد يهتم .
القيسوني محذرا
اليوم خرج علينا الدكتور محمود القيسوني الخبير المميز في شؤون البيئة، فالرجل يملك تاريخاً عظيماً وخبرات واسعة، وعمل مستشاراً للأمم المتحدة ولبعض وزراء السياحة المصرية، صرخات الرجل تخرج من حروف كلماته وعباراته، محذراً عما يتم في مدن البحر الاحمر من تجاوز في حق البيئة.
الرجل يطالب الحكومة المصرية بمحاسبة كل مسؤول لم يؤدي دوره في الحفاظ على الثروات الطبيعية والكائنات البحرية التي تعيش في البحر الأحمر، ويتساءل عن دور محافظة البحر الأحمر وعن دور وزارة البيئة، التعديات تقلل من تصنيف مصر دولياً كما تحد من نمو حركة السياحة الوافدة إلى مصر والمهتمة بالرياضات البحرية، وهذا نمط ينمو عالمياً.
لابد من تفعيل القانون وإحراء محاكمات عاجلة لهؤلاء الذين يتسترون علي التعديات على الحياة البحرية في البحر الأحمر وعلي سواحله وشواطئه، أطالب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل في هذا الملف ومحاسبة المقصرين سواء من محافظة البحر الأحمر أو وزارة البيئة.