السيد الدمرداش يكتب: شاطيء رأس حنكوراب

أزعم أن الحكومة المصرية تعمل جاهدة علي جذب الاستثمارات العربية والأجنبية، ولا ينكر أحداً الجهود المبذولة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية في هذا الشأن، ولا يستطيع أحد ان ينكر دوره في الحفاظ على الأمن القومي المصري.
البيئة أمن قومي
تقارير إعلامية تؤكد وجود تعديات علي منطقة رأس حنكوراب بوادي الجمال بمرسي علم ، والمعلنة محمية طبيعية بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم ١٤٣ لسنة ٢٠٠٣، بالإضافة إلى تداول وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا من خارج مصر لبعض الصور التي تؤكد هذة التعديات الصارخة علي شاطيء رأس حنكوراب.
مصر دولة كبيرة وعظيمة، بها ثروات بيئية تتفرد بها وجزء من منظومة سياحية بيئية، يُقبل عليها الخواجات من كل بلاد الدنيا، والسياحة البيئية تتنامى في العالم، وأصبحت مصدراً من مصادر الدخل القومي، وهناك قوانين تنظم التعامل مع هذة الثروات، منها قوانين دولية وآخرى محلية.
ينص الدستور المصري علي ضرورة الحفاظ على تلك الثروات الطبيعية ومنها ما يخص البيئة بكافة عناصرها وأنماطها، وفرض سيادة القانون ومنع أي مخالفات تمس الثروات القومية للبلاد، وتلك التعديات تفرض أسئلة كثيرة، حول طبيعة التعامل مع المحميات الطبيعية في مصر، ومدي سلطة جهاز شوؤن البيئة في مواجهتها وإزالتها إن وجدت، وأيضا الدراسات والابحاث التي يجب توافرها من قبل علماء البيئة والخبراء في طبيعة الاستثمار في محيطها، وهل يؤثر هذا الاستثمار مستقبلاً علي هذة الثروات سواء كانت كائنات بحرية أو نباتات نادرة .
لا أجد حرجاً إن قلت إن عشوائية الاستثمار السياحي جهلاً كبيراً “وسبة ” في جبين القائمين عليه، وهذا يتنافي مع مفهوم الأمن القومي المصري، ويخلف إشكالية كبيرة مستقبلاً في أنماط ومنتجات سياحية لها جمهورها.
أطالب رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالتصدي لكل محاولات التعدي علي المحميات الطبيعية، وخاصة أن النائبة الدكتورة مها عبد الناصرعضو مجلس النواب تقدمت بطلب إحاطة موجه الي رئيس الوزراء ووزير السباحة والآثار ووزيرة البيئة بشأن تلك التعديات السافرة علي محمية حنكو راب بمنطقة وادي الجمال بمرسي علم، وإن كنت أتمني أن هذا التحرك البرلماني كان يجب أن يكون من قبل لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، وهذا جزء أصيل من إختصاصها.