اليوم غرة شهر محرم.. استبدال كسوة الكعبة المشرفة
على أيد شابة ماهرة تملأها الحيوية، اختارها الله، من بين سائر الشباب الماهر، ولم يكن لهم يد فى الاختيار، فشرفهم سبحانه، هم دون سواهم، فأسندت لهم مهمة، يهفو إليها قلب كل صانع فنان ماهر..
موضوعات قد تهمك
باب الفتوح.. من أبرز الشواهد على عظمة العمارة الفاطمية
قلعة حصينة لتأمين الرومان.. حصن بابليون شاهد على حضارات وممالك حكمت مصر
عامود السواري.. من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية لكنه غير معروف
وادي السبوع بمنطقة النوبة بأسوان.. شاهد على عظمة الدولة الفرعونية
ولم تكن تلك المهمة الجليلة العظيمة سوى نسج كسوة الكعبة المشرفة، بخيوط من حرير وذهب وفضة، وقد جرت العادة في بداية كل عام هجري، فى أول المحرم لسنة 1446، أن يقوم أولو الشأن بتغيير الكسوة القديمة وإلباسها كسوة جديدة.
بلغ عدد الشباب الذين اضطلعوا بهذا الأمر 159 فنياً وصانعاً.
طريقة الكسوة
تتكون كسوة الكعبة من أربعة جوانب متفرقة، بالإضافة إلى ستارة الباب، حيث يتم رفع الجوانب الأربعة إلى أعلى كل على حدة، وتثبيت كل طرف من الكسوة الجديدة من أعلى بربطها، وإنزال الطرف الآخر إلى أسفل، ثم يتم سحب الكسوة القديمة من أسفل الجديدة، فى عملية ترنو إليها كل عين مؤمنة، يحدوها الشوق لاحتضان هذا الأمر الطيب.
وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
تسع مراحل تمر بها صناعة كسوة الكعبة
1 – التحلية، عن طريق تهيئة الماء المحلى وفق مواصفات ومعاير معينة لعملية غسل وصباغة الحرير.
2 – مرحلة “المصبغة” حيث تتمثل في إزالة الطبقة الشمعية الحافظة للحرير وصباغة الحرير باللون الأسود للكسوة الخارجية وصباغة الحرير باللون الأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية، وتجفيف الحرير بعد عملية الصباغة في مجففات مخصصة.
3 – المرحلة الثالثة هى مرحلة المختبر، من خلال أخذ عينة عشوائية قبل وبعد الصباغة لإجراء الاختبارات للتأكد من مطابقة الحرير وأسلاك الفضة، وأسلاك الفضة المطلية بماء الذهب للمواصفات والمقاييس المعتمدة ومقاومة العوامل المناخية وأخيرًا قوة الشد.
4 – المرحلة الرابعة مرحلة النسيج الآلي، من خلال تحويل خيوط الحرير من شلل إلى مكرات سداية تضم أكثر من 9900 خيط للمتر الواحد وتركيب السداية في مكينة نسج الحرير المنقوش لإنتاج الكسوة الخارجية وتركيب السداية على مكينة نسج الحرير السادة لإنتاج قماش الحرير لطباعة الآيات القرآنية وتطريزها.
5 – مرحلة “الطباعة“، هي المرحلة الخامسة، ويتم فيها تثبيت قطع قماش الحرير السادة على المنسج وطباعة الآيات القرآنية بواسطة (السلك سكرين ).
6 – تجهيز خيوط القطن، المستخدمة في حشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية وتجهيز الملفات بأسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب هي المرحلة السادسة في مراحل صناعة كسوة الكعبة.
7 – المرحلة السابعة مرحلة “الحزام“، تطريز الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية بأسلاك الفضة والفضة المطلية بماء الذهب وتثبيتها وحشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية المطبوعة على قماش الحرير بخيوط القطن لبروز الحروف.
8 – الثامنة مراقبة الجودة، وهي تحديد معايير الجودة المطلوبة، ومطابقة المواصفات والمقاييس لجميع مراحل الإنتاج.
9 – تجميع الكسوة، من خلال تجميع قطع كسوة الكعبة المشرفة وتوصيلها ببعضها لبعض وتجميع قطع ستارة باب الكعبة المشرفة وتثبيت القطع المذهبة على كسوة الكعبة المشرفة من حزام الكعبة وما تحت الحزام وغيرها.
10 – أخيرًا تلبيس الكعبة حيث يتم تغيير الكسوة القديمة بأخرى جديدة.