[ الصفحة الأولى ]تاريخ وحضارة

عامود السواري.. من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية لكنه غير معروف

أقيم عامود السواري فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم (العمود) وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية.

يعتبر عمود السواري من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية، وقد أقيم فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن المسلمين الحالية والمعروفة باسم “مدافن العمود” وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية، وهو مصنوع من حجر الجرانيت الأحمر.

موضوعات قد تهمك

من أهم الحصون على ساحل المتوسط.. قلعة قايتباي شاهدة على عظمة العصر المملوكي

وادي السبوع بمنطقة النوبة بأسوان.. شاهد على عظمة الدولة الفرعونية

الصدفة وحدها قادت إلى اكتشافه.. المسرح الروماني بالإسكندرية

تعود تسمية العامود باسم عامود السواري إلى العصر العربي حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع هذا العامود الشاهق بين 400 عامود أخرى والتي تشبه الصواري (صواري السفن) ولذلك أطلق عليه العرب  “عامود الصواري”.. السواري فيما بعد.

وقد ظن الأوروبيين خطأ أن رأس بومبي (القائد الروماني الذي هرب إلي مصر فرارًا من يوليوس قيصر وقتله المصريون) أن رأسه قد وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود، لذلك عرف عامود السواري خطأ منذ الحروب الصليبية باسم عمود” بومبي”، كما عرف العمود باسم “عمود ثيودوسيان” (في العصر البيزنطي).

السواري أعلى نصب تذكاري

موقع عامود السواري

يقع عامود السواري في مكان متوسط في بهو معبد السرابيوم (وهو المعبد الذي سمي في أيام العرب بقصر الإسكندرية).. ويقع العامود في مكان بارز بين الآثار القائمة على ذلك التل المرتفع مما يسمح برؤيته من مكان بعيد.

صنع عامود السواري من حجر الجرانيت الأحمر. وجسم العامود عبارة عن قطعة واحدة طولها 20,75 متراً قطرها عند القاعدة 2،70متراً وعند التاج 2.30 متراًويبلغ الارتفاع الكلي للعامود بما فيه القاعدة حوالي 26.85 متراً .

والأرجح أن هذا العامود قد أقامه السكندريون للإمبراطور الروماني ” دقلديانوس ” دقلديانوس في القرن الثالث الميلادي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم الذي أقامه بوستوموس،  تعبيراً عن شكر السكندريين له . وتخليدا لفضله وكرمه معهم.. بعد أن جاء إلى مصر في النصف الثاني من القرن الثالث. وأخمد الثورة التي قام بها في الإسكندرية القائد الروماني دوميتيانوس الملقب بأخيل. فأعاد دقلديانوس الهدوء والاستقرار والرخاء إلى المدينة.

يعتبر العمود أعلى نصب تذكاري في العالم، ولم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العمود على وجه الدقة لكنه يعود للعصر الروماني، وقيل أن هذا العمود أهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية.

وصف عمود السواري

يوجد في الجانب الغربي من العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبي الهول مصنوعان من الجرانيت الوردي يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس، على أحدهما نقش للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.

يتميز عمود السواري بدقة النحت، سواء البدن الأسطواني من القطعة الواحدة، أو التاج من الزخارف، أو القاعدة الضخمة التي تحمل نقشًا باللغة اليونانية يحتوي على الإهداء الخاص بالعمود للإمباطور “دقلديانوس”.

عمود السواري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى