باب الفتوح.. من أبرز الشواهد على عظمة العمارة الفاطمية

اهتم الخلفاء الفاطميون كسابقيهم بالعمارة، والفنون، وزخرفة المبانى، من أجل تخليد ذكراهم، وإذا كانت الخلافة الأموية المتأخرة والعباسية، اهتمت ببناء المساجد، وكتابة أسماء الخلفاء عليها، تهليدهم لذكراهم فى كل من دمشق مقر الخلافة الأموية، والعراق مقر الخلافة العباسية، فإن مصر كان نصيبها الخلافة الفاطمية، التى أولت العمارة جل اهتمامها، لذلك سميت مصر، بالفاطمية..
قلعة حصينة لتأمين الرومان.. حصن بابليون شاهد على حضارات وممالك حكمت مصر
عامود السواري.. من أشهر المعالم الأثرية في الإسكندرية لكنه غير معروف
وادي السبوع بمنطقة النوبة بأسوان.. شاهد على عظمة الدولة الفرعونية
الصدفة وحدها قادت إلى اكتشافه.. المسرح الروماني بالإسكندرية
وليس أدل على ذلك من البقايا التى لا تزال تشير برائحتها التاريخية إلى عظمة تلك العمارة.. الفاطمية..
بوابة الفتوح، أو باب الفتح.. هو من أفضل وأعظم الشواهد على فنون العمارة الإسلامية فى العهد الفاطمي، مثله فى ذلك مثل باب النصر وباب زويلة واللذين سيكون لنا معهما حكاية فيما بعد..
فى السطور التالية نلقى بعض الضوء على بوابة الفتوح أو باب الفتوح..

1- من بنى باب الفتوح وتاريخ البناء
قائد الجيوش بدر الدين الجمالي، هو من قام بالإشراف على بناء باب الفتوح، في عهد عهد الخليفة المستنصر بالله سنة 480هـ/ 1087م .. وكان بدر الدين وزيرا للخليفة المستنصر.
2 – سبب تشييد باب الفتوح ولماذا سمي بذلك
كان الدافع وراء هذا البناء حماية المدينة من الأعداء المتربصين بها فى تلك الفترة، التى تموج بالصراعات، وقد سمي بهذا الاسم نسبة لخروج الجيوش من تلك البوابة للفتوحات، وما زال هذا المكان يعرف بهذا الاسم حتى الآن، رغم وجود نص تأسيسي منقوش بالباب باسم “باب الإقبال”.
موقع باب الفتوح
يقع عند بداية شارع المعز الذي ينتهي ببوابة زويلة. بالسور الشمالي لمدينة القاهرة الفاطمية ويفتح على شارع المعز..
تفاصيل عن باب الفتوح
يتكون باب الفتوح من برجين على هيئة نصف دائرية، مبنية من الحجر، ويتوج البوابة عقد هو أهم ما يميزها البوابة العقد، وقد زُين العقد بشبكة من المعينات المتداخلة وقد شغل كل معين بزخارف منحوتة، يعلوها صف من الكوابيل (حامل حجري)، بالإضافة إلى الفتحات الموجودة بأرضية الممر الواصل بين البرجين التي صُممت لصب الزيت المغلي منها على العدو عند تعرض المدينة للهجوم.
عرض الواجهة يبلغ 23 م، أما عمقها نحو 25 م، وارتفاعها 22 م.
بناء مصمت محكم يكون برجي باب الفتوح حتى ارتفاع السور الشمالي للمدينة، أما الفتحات فقد تخللت الجزء العلوي من كل برج المكون من حجرة بغرض رمي السهام على الأعداء.

وقد ظهرت القباب لأول مرة في العمارة الإسلامية، فى باب الفتوح، حيث يغطي مدخل البوابة قبة منخفضة تتكون مناطق الانتقال فيها من أربعة مثلثات كروية. كما تحتفظ البوابة بعناصر زخرفية جميلة في عقدها الخارجي تشتمل على زخارف نباتية وهندسية متنوعة، وتمثل مرحلة متطورة بالنسبة للزخارف الحجرية في العمارة الإسلامية. ويزخرف المدخل أيضاً كوابيل بعضها على هيئة رأس كبش، ويزخرف جانبي البرجين من الداخل عقد كبير محفور في الحجر يزين منحناه فصوص منتظمة.
يرتبط باب الفتوح مع باب النصر بسور المدينة الشمالي الذي يشتمل في ثلثه العلوي على سراديب مقببة بها فتحات لرمي السهام وعلى أبراج للدفاع عن المدينة.
بعض قادة الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت ( 1213 – 1216هـ / 1798 – 1801 م) كتبوا أسماءهم على أبراج بابي الفتوح والنصر لتكون شاهدة على إقامتهم في مصر واستخدامهم لتلك الحصون أثناء حملتهم عليها.