كتّاب وآراء

اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية

في العشرين من شهر فبراير من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، هذا اليوم الذي وافقت علي الاحتفال به الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والستين في العام 2007، ليكون فرصة للدعوة والعمل من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية، والتى تشمل الجهود المبذولة لمعالجة قضايا مثل الفقر والاستبعاد والمساواة بين الجنسين والبطالة وحقوق الإنسان والرفاه الاجتماعي.

ولقد حدث تطور تاريخي في مفهوم العدالة الاجتماعية منذ القرن التاسع عشر، وعبر هذا التطور يمكن التأكيد أن العدالة الاجتماعية منظومة متكاملة أو نظام اجتماعي يرتكز على مجموعة من القيم الفكرية، التي يجب أن تتحقق عبر حزمة من السياسات والبرامج والتشريعات التي تضمن تطبيقها، فهى حق أساسي من الحقوق التي يجب إعمالها وضمان كفالتها للجميع دون تمييز.
ورغم ما كان عليه العالم من مشاكل تمس قضايا العدالة الاجتماعية خاصة في الدول الأقل نموا، إلا أن كورونا التي اجتاحت العالم منذ ديسمبر 2019، قد احدثت تأثيرات غير مسبوقة من حيث ازدياد نسب الفقر والجوع والبطالة وعدم التمييز ، وتدهور في نظم الرعاية والحماية الاجتماعية، بل وغابت العدالة حتى في توزيع اللقاحات والدواء بين الدول الغنية والأقل نموا، وفي حدوث فجوة رقمية هائلة أظهرتها تلك الجائحة، وهو ما تسبب قطعا في تعميق غياب العدالة الاجتماعية كحق إنساني من الحقوق التي كفلتها المواثيق والاتفاقيات الدولية وأهداف التنمية المستدامة.
ولاننا نسعى إلى أن تكون جائحة كورونا فرصة حقيقة لمراجعة ضمائرنا واستعادة إنسايتنا، فعلى العالم أجمع أن يعمل على إعادة تبني هذا المفهوم وفق رؤية جديدة وفق المستجدات، لنرى نظام كوني جديد، يقوم على رفع الظلم الاجتماعي عن الطفل والمرأة وباقي الفئات المحرومة والمهمشة، وتوفير تعليم جيد للجميع، وفرص للعمل اللائق، وإتاحة خدمات اقتصادية واجتماعية وصحية في إطار شبكات حماية ورعاية، مع احترام كرامة الإنسان، وتقبل التنوع والاختلاف، ومناهضة التمييز ، وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة، وأخيرا التعاون والتكافل من أجل الوصول إلى مواطنة عادلة.. وقتها ستتحقق العدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى