عادل شكري يكتب عن زيارة الهرم : فدان ما هو لك ماتحضر كيله – تتعفر دقنك وتتعب في شيله

آثرت الإنتظار عندما إنتشرت فيديوهات بعض المرشدين السياحيين والتي تظهر تحفظاتهم علي خط السير المقترح لزيارة الأهرامات من قبل الشركة الحاصلة علي حق الإنتفاع بإدارة المنطقة.
وقد كنت أعرف التنيجة مسبقا ليس لأنني أكثر خبرة من هؤلاء المرشدين المتميزين ولكن إستنادا علي بعض ما تعلمته من علم إدارة التخطيط.
لقد وقعت شركة أوراسكوم عقد حق إنتفاعها بإدارة منطقة الأهرامات في منتصف ديسمبر 2018 ، وعلي الرغم من مرور أكثر من ستة سنوات يبدو لي أن الشركة الموقرة كانت تخطط (ماليا) فقط للأرباح التي ستجنيها من وراء هذا الإحتكار – ولم يفكر أحدا بالشركة في التجربة التي سيخوضها السائح أثناء الزيارة ولا الصورة الذهتية Mindset التي إنطبعت اليوم لدي السائح سئ الحظ الذي صادف اليوم حضوره هذا التشفبل التجريبي المهين والمشين.
وحتي لا تصفني عزيزي القارئ بأنني لست إلا متحذلقا متفلسفا ينتقد فقط لمجرد الإنتقاد سأسرد لك هنا ماذا كان ينبغي علي الشركة فعله منذ ستة سنوات ولم تفعله:
غاب عن الشركة الموقرة في مرحلة التخطيط القيام بعمل (Data Analysis) أو ما يعرف بـ (تحليل البيانات) كما يلي:
• تخصيص فريق يعمل لمدة عام كامل ويوميا بحصر مايلي:
• أعداد السائحين الوافدين يوميا من حيث: الجنسية – الأعداد – حجم المجموعة وتصنيفها فردين إلي 3 وتسمي مثلا FIT ومن 4 إلي 10 أفراد Small Groupومن 11 إلي 20 فردا Mid Group وأكثر من 20 فرد Large Group ويتم مثلا تحديد السيارات الميكروباص للمجموعات الصغيرة حتي 10 أقراد ومن 11 إلي 20 فردا سيارات سعة 26 راكب وأكثر من هذا الأوتوبيس الكبير وبالتالي تحديد الإحنياج الفعلي لكل نوع من السيارات
• تصنيف المعلومات السابقة يوميا من حيث التاريخ وتوافقه مع أي يوم من الأسبوع (السيت إلي الجمعة مثلا) وتوافقه مع المناسبات والأعياد المحلية والدولية لربط كل هذه المعلومات بأوقات الذروة المتوقعة في يوم ما يوافق متاسبة ما سنويا
• تحديد مواعبد الوصول والمغادرة ومدة الوقت الذي سيستغرقه المرشد للشرح للمجموعات حسب أعدادها وهو ما سيعطي مؤشرا للمدة التقريبية للزيارة لكل مجموعة حسب عدد أفرادها وبالتالي وضع حد أدني وأقصي لكل نوع من السيارات السابق ذكرها وكذا زمن التقاطر
• تصنيف الأعداد وحجم المجموعات سيقودنا إلي مراجعة وإعادة تقييم الموازنات الخاصة بشراء السيارات فمن الممكن مثلا البدء بالسيارات الميكروباص والميني باص لمدة محددة مع السماح للأوتوبيسات الكبيرة يالدخول حتي نتمكن من الإعتماد علي عوائد التشغيل في شراء أوتوبيسات كافية للتشغيل الكامل
بالطبع هناك العديد من التفاصيل المكملة لهذه العملية لم أذكرها حتي لا أطيل عليك عزيزي القارئ ولكني حاولت أن أضع لك الخطوط العريضة للتخطيط لمثل تلك الحالات
يا عزيزي متخذ القرار في أوراسكوم – لقد خلق الله الدنيا في ستة أيام وقد كان قادرا علي خلقها في غمضة عين ولم تستطع أنت أن تخطط لمزار في ستة سنوات
يا عزيزي متخذ القرار في أوراسكوم لن يتحقق النجاح لمجرد أنك أخذت قرارا بتنفيذ تجربة سياحية لم تضع نفسك ولو لمرة واحدة مكان متلقيها وتحول مزارا (يبئة) إلي مزار (صديق للبيئة) في يوم وليلة
لن تنجح تجربة سياحية لمجرد أنك دعوت الوزير لتفقد المكان وأخذتم معه اللقطة وتلمعتم ونشرتم صوركم في وسائل الإعلام
نصيحتي لكم في النهاية مثل أمريكي سيصرخ به علي كافة وسائل التواصل الإجتماعي كل سائح قاده حظه العثر اليوم لزيارة الهرم معناها بالعربية “ضع نفسك مكاني” – لكنها للأسف تقول بالإنجليزية:
Put yourself in my shoes.