كتّاب وآراء

البحث عن علا

ساقنتي الظروف إلى أن أشاهد المسلسل المصري “البحث عن علا” عبر شبكة نتفليكس على الانترنت، والأمر صار معي فعليا البحث عن علا بعد حالة الاندهاش التي اصابتني بعد مشاهدة كامل الحلقات … فشتان بين علا الفتاة المتعلمة التي تنتمي إلى أسرة مصرية من الطبقة المتوسطة، تبحث عن عريس مع أسرتها كحال كل الأسر.

علا في الجزء الأول من المسلسل كانت بسيطة في كل شئ، في ملبسها وحركاتها وحتى في خفة ظلها بين صديقاتها ومع كل عريس جديد،  وبين علا المترفة التي تنتمي إلى حياة مختلفة تماما من حيث اللبس والماكياج وطريقة العيشة وعلاقاتها مع كل من حولها.

وزاد الاندهاش بأن المسلسل بدأ بأن زوج علا قرر يطلقها دون أن يقنع المشاهد حتى لو بسبب واحد ، وكأن الرجل المصري قادر على الطلاق وتبعاته هكذا في لحظة … ودون الإشارة إلى أى مشكلة تتعلق بالطلاق التي تعاني منها المرأة المصرية عند الطلاق من نفقة وحقوق مالية وخلافه، لنجد أن الطليق ترك لها البيت بل وغالي في تقديم كل الحقوق المادية ، ويبدو أن المؤلفة لم تتطلع على آلاف القضايا المرفوعة في المحاكم لاسباب تتعلق بأبسط متطلبات الحياة بين المرأة وطليقها (مصر ثالث دولة في العالم في نسب الطلاق)… فقدمت نموذجا نادرا لا يمثل ربع في المائة في المجتمع المصري.

ومع أن الأمر الإيجابي للمسلسل هو عودة علا للعمل، إلا أن الاندهاش يزداد بل ويتضاعف حيث تتحول علا – التي لم أتعاطف معها ابدا – إلى إمرأة كلها همها في الحياة أن تبحث عن رجل جديد حتى لو في السوبر ماركت، أو عبر تطبيقات الانترنت، وهو امر مجافي للحقيقة لوضع المرأة المصرية التي تتحمل صامدة تبعات الطلاق ويكون كل همها هو تربية أولادها واستكمال مسيرة الحياة، ويكفي الإشارة إلى أن نسبة المرأة التي تعول أسرها في مصر وفق أخر الاحصاءات تصل إلى 33%.

لنا أن نبحث فعلا عن علا .. نبحث عن دراما تعكس مشاكل المرأة المصرية من عنف وتمييز وتحرش وخلافه… دراما تمثل قوة ضغط للتغيير نحو الأفضل مثل فيلم أريد حلا الذي كان سببا في أهم تعديل تشريعي لصالح المرأة أو مسلسل هى والمستحيل … نبحث عن دراما نقبلها تأليفا وتمثيلا واخراجا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى