كتّاب وآراء

تنمية الطفولة المبكرة

تعد الطفولة المبكرة مرحلة هامة من مراحل نمو الطفل، وتبدأ منذ الولادة وحتى السنة الثامنة، طبقا لما حددته اليونيسف، وفي هذه المرحلة الهامة تتشكل معظم شخصية الطفل وبالتالي شخصيته حينما يكبر، بل وأكدت كل الدراسات والأبحاث بأن الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة يمثل ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المستدامة، وإنه يجب الاهتمام بهذه المرحلة بشكل شمولي متكامل يدعم حق الطفل، ويتناول المناحي الخاصة بالصحة والتغذية والتعليم والصحة البيئية والنفسية.
ومن ما من شك إننا في الأونة الأخيرة وفي ظل جائحة كورونا شهدنا أزمة مع هذه المرحلة، وهو أمر نأمل معه إعادة العمل على مراجعة السياسات والخطط والبرامج القائمة، وإعادة بنائها وفق النهج الشمولي المتكامل، بالتعاون والتنسيق بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات البحثية.
هذه السياسات لابد وأن تركز على أبعاد عدة منها العمل صحيا على خفض معدل وفيات الأطفال الرضع وحديثي الولادة والأطفال دون سن الخامسة، وخفض معدل وفيات الأمهات أثناء الحمل والولاة، وتوفير خدمات الصحة الإنجابية، مع تبني برامج التحصين الموسع للأطفال. إلى جانب العناية بخفض معدل سوء التغذية ونشر أسس التغذية السليمة، وتبني برامج لتشجيع الرضـاعة الطبيعية.
أما على مستوى التعليم فإننا لابد من أن نسعى نحو توسيع وتحسين الرعاية والتعليم الشاملين للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، واعتبارها جزء من مراحل التعليم الرسمية، مع توفير المعلمات والمربيات المؤهلات، وتطوير مؤسسات التعليم ما قبل المدرسة مثل الحضانات ودور رياض الأطفال ومراكز الرعاية النهارية من حيث الأبنية والأجهزة والكادر المؤهل.
وأخيرا نأمل أن تتضمن سياسات تنمية وحماية هذه المرحلة الاهتمام بالمناحي الثقافية والإعلامية والترفيهية عبر إيلاء اهتمام خاص بالقصص والمجلات والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والأفلام والمواد والتطبيقات والألعاب الرقمية والفضاءا ت العامة والخاصة بهذه المرحلة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى