الذكاء الاصطناعي ودوره في المستقبل

إيمان بهى الدين

حضرت منذ أيام قليلة ندوة هامة نظمتها لجنة فنون الطفل – التي أتشرف بعضويتها – بالتعاون مع لجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، إدارة الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول مقررة لجنة فنون الطفل، حول موضوع “الذكاء الاصطناعي ودوره في المستقبل” وذلك ارتباطا بالطفل وفنونه. والواقع أن كل ما دارة في الندوة كان مثار جدل ونقاش، ببساطة لأنه ارتبط بأمر مستقبلي، فصار يبدو لنا أمرا ضبابيا إلى حد كبير.
والذكاء الاصطناعي هو أحد خصائص الثورة الصناعية الرابعة، والذي يعرف بأنه فرع من فروع علوم الكمبيوتر ، ويهدف إلى إنشاء نظام ذكي قادر على التفكير والتعلم وفق ما توفر له من مدخلات، هذا ما طرحه الخبراء خلال الندوة وهم المهندسة كريستين عريضة مستشار رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات للشئون الاستراتيجية، ود.إيناس محمود حامد أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس، ود.منى نصر أستاذة نظم المعلومات بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان،والدكتورة شهيرة خليل رئيس تحرير مجلة سمير، وبحضور مميز للفنان المثقف محمود حميدة.

أغلب من كانوا في الندوة صوروا الذكاء الاصطناعي كخطر داهم أووحش قادم على أطفالنا، ونحن جميعا غير مهيئين لذلك،وهو أمر حقيقي … والبعض الآخر أكد أن هذا التقدم التكنولوجي قادم لا مفر منه، ولابد لنا جميعا أن نستعد له، خاصة مع أطفالنا، وهو أمر منطقي.

لكن ابرز ما يثير الاهتمام هو ما أشارت له المهندسة كريستين عريضة، من أنالولايات المتحدة الأمريكية ذاتهاأعلنت حديثا عن إطلاق مشاورات رسمية بشأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لوضع كوابح على التقنيات الجديدة، وسط مخاوف مما تحمله هذه البرامج من “مخاطر كبيرة على البشرية”.

بل إن إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا مع مجموعة من خبراء الذكاء الصناعي دعوا إلى التوقف مؤقتا عن تطوير أنظمة أقوى من روبوت الدردشة (شات جي.بي.تي-4) التي أثارت جدلا واسعا في الآونة الآخيرة.

ختاما … لا يمكن لنا ان نتوقف عن العمل على الاستعداد لهذا القادم رغم كل ما يحمله لنا من مخاوف، لأنه يعبر عن التطور الطبيعي للحياة، وبالتالي لا يمكن أن نوقف عجلةالزمن، ولكن سيظل الأهم دوما كيف نستثمر هذا القادم وما يحمله من تطور لصالح ورفاهية البشرية وليس العكس. لذا نحن نحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة من أجل حماية وضمان سلامة أطفالنا، مع إعدادهم للتطورات الحالية والمستقبلية في الذكاء الاصطناعي.