كتّاب وآراء

تحت الوصاية

تحت الوصاية مسلسل مصري عرض في النصف الثاني من شهر رمضان الكريم .. بطولة المبدعة منى زكي وعدد من الممثلين تأليف آل دياب واخراج محمد شاكر خضير، والذي يحكي في قالب درامي قضية الوصاية على الأطفال القصر بعد وفاة الأب، وقد لاقى المسلسل تجاوبا واسعا بين الأوساط الحقوقية والنسوية، دفاعا عن حق الأم في الوصاية.

والواقع أن المسلسل من الناحية الفنية ولا أبدع وأروع، من تمثيل الفنانة منى زكي وأطفالها وباقي طاقم المسلسل، وكذا اختيار الموسيقى والمؤثرات وحتى الملابس.. وأضيف إلى ذلك روعة الأماكن التي تم فيها التصوير ، فمنذ فترة طويلة لم نر مثل هذا الجمال في مسلسلاتنا من بحر وسماء وموانئ ومراكب وصيد سمك وجمبري وبيوت الصيادين الجميلة .. بعيدا عن التصوير داخل الكمبوندات والقصور والفيلات التي لا تمثل أغلبية المصريين.

ولكن – وضد التيار – أطرح وجهة نظر مختلفة عما هو سائد حول القضية التي تناولها المسلسل… فللأسف الشديد لازالت معظم المشاكل الأسرية تعالج من زاوية المرأة فقط، دون أية اعتبارات أخرى… فالمسلسل قام للدفاع عن حق الأم في الوصاية في المطلق دون أى اعتبار للأطفال الذين عاشوا فترة خطر طوال المسلسل.

وبدا التناول عجيبا حين سمح للأم المقهورة أن تسطو على المركب الذي يمثل مالها ومال أولادها لتهرب به، وبدأت في ارتكاب سلسلة من الأخطاء التي تمثل جرائم في القانون مثل تزوير بطاقة الرقم القومي وتغيير هوية المركب … إلخ، واستمرت الأم في طريقها معرضة حياة أطفالها وحياتها للخطر، حتى فقدت كل شئ وانتهت بالحكم عليها بالحبس بعيدا عن أطفالها الذين قامت بكل ما قامت به من أجلهم.

وصاية الأم في أحوال كثيرة مطلوبة بل وضرورة حتمية، لكن بدافع الحفاظ على حياة وحقوق الأطفال، لذا فالأم تحتاج إلى سند تشريعي ودعم مجتمعي يتيح لها أن تعيش بأطفالها حياة مستقرة هادئة، واذا جار الوصي سواء الجد أو العم أو حتى الأم يكون القانون هو السياج الحقيقي للأطفال… لذا المطلوب تشريع يضع في الاعتبار الأول مصلحة الأطفال الفضلى، حتى لو كانت الأم المبدعة منى زكي.

كلمة أخيرة .. كلنا مع أهمية دور الأم ودعم حقها في الوصاية، ولكن الأهم أن نراعي مصلحة الأطفال الذين يحتاجون أن نصل بهم إلى بر الأمان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى