تقاعس الإعلام السياحي

تفشل الجهود الترويجية عندما لا تصل الرسالة الإتصالية الي الجمهور المستهدف، ويتعامل معها بثقة، وتكرارها تساعده علي التفكير في اتخاذ قرار قد يكون ايجابياً.
اعلام السياحة لا يهتم بالرسالة الإتصالية، ولا الجمهور المستهدف، يتضح ذلك من خلال ” محتوي الرسالة ” فالمحتوى لا يهتم سوي بانجازات شخص ما، اي تحركات، ومقابلات لفرد محدد، لا تهتم بمقومات المقصد السياحي، ولا بالتعامل معه، وهذا ينم عن جهل لمحرر تلك الرسالة.
الرسالة الإتصالية تحتوي فقط علي اجتماعات، ومقابلات، وربما لقاءات لا قيمة من نشرها لكنها لزوم التلميع، والدلع، وهذا لا علاقة له بمحتوى هادف يخدم علي المصالح العليا للوطن، ولا يساهم في تنفيذ الساسيات العامة للدولة، وقد لا يخلق جيلاً يملك وعياً لقضايا قطاع السياحة، هو يخلق جيلاً موتوراً لا يستطيع التفكير ، والابداع مجرد موظف منفذ لسياسات لا تتسق.
وهذا يعد تقاعساً واضحاً لمن يهمه سياحة مصر، ولا يتسق، والجهود المبذولة في الأسواق الخارجية من قبل “شركاء السوق ” أي منظمي الرحلات وبعض الشركات المصرية العاملة في الخارج، وخاصة في الأسواق المصدرة للسياحة، والمتابع لطبيعة الرسالة الإتصالية لا يجدها تخدم بلداً بحجم مصر لانها لا تتضمن حالة الاستقرار السياسي التي تشهدها البلاد وهذا جزء من محتوي إتصالي يساهم في تغيير الصورة الذهنية للمتلقي .
إن كانت هناك جهود ترويجية لمواجهة التحديات الدولية وخاصة ان المنافسة شديدة بين الامارات والسعوديه والاتراك واسرائيل والمغرب ومصر والاردن وتونس فهل تستعيد مصر مكانتها في الأسواق الخارجية في ظل التحديات الدولية ، وهل الرسالة الاتصالية سواء كانت المحلية او الخارجية المباشرة او غير المباشرة تتسق، ومكانة مصر السياحية، والجهود الكبيرة للقيادة السياسية في عصر بناء الجمهورية الجديدة.
تقاعس الإعلام السياحي بات واضحاً في عدم تنمية قنواته الإتصالية وعدم التعلم والتدريب وخلق كوادر تساهم في صناعة ونقل وبث وانتاج محتوي يليق بسياحة مصر.
التقاعس لا يعني كسلاً أو إهمالاً في تأدية واجب وظيفي، ربما يكون قلة خبرة أو عدم إحترافية لطبيعة العمل، وربما يكون نقصاً في الثقافة المهنية أو عدم إدراك للوعي الإدراكي لطبيعة وقيمة وأهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الداخلي المحلي قبل الإعلام الخارجي، والتعامل مع ان الرسالة الإتصالية في وسائل خارجية تختلف عن طبيعتها في وسائل محلية، والمضمون لابد أن يختلف فهذا في ظني كلاماً لا يتسق، والتطور الذي نعيشه في وسائل الإعلام، وان العالم كله أصبح ” غرفة وصالة” ، ولا هناك أحدًا يستطيع إحداث متغير بدون إحترافية.