[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: كنا نريد إصلاحاً – الوزير لا يقرأ

كتبت عدة مقالات تحمل رؤية نقدية حول قضايا السياحة المصرية، بعد حضوري مؤتمر صحفي لغرفة الفنادق المصرية، حيث عبرت رؤية مجلس إدارة غرفة الفنادق التي طرحها مجلس الإدارة حول ملف التدريب عن قصور في ثقافة القوم المهنية.

وقدمت رؤية مهنية لخبراء التدريب المهني، وتساءلت عن ” إنفاق ” غير مبرر علي بعض الموظفين أثناء سفرهم لحضور معارض خارجية، وعن دورهم، فلا دوراً لهم يذكر، ولا أهمية لوجودهم في القطاع مهنياً، تاريخهم المهني خال من أي إنجاز، في وظائف سابقة، لم نستطيع رصد شيء ذات قيمة مهنية، بعض القابعون علي كراسي مجالس إدارات الغرف والإتحاد المصري للغرف السياحية، لا إنجازا عاما لهم.

لم يضبط أحدهم يوماً ما في قضية مهنية ذات ثقل يتبناها، القوم “أرزقية ” ثقافياً، شاسيهات متحركة، بدل وكرافتات وسيارات فارهة والعقول خاوية كبطون فقراء العمالة الفندقية، تحدثت عن إسناد بعض الأعمال في غرفة شركات السياحة الي كيانات وهمية لا خبرة ولا يحزنون، عشرات الملايين يتم إهدارها علي مستشارين في هذة الغرف وبعض أهل الحظوة، لا فائدة من هؤلاء القوم .

هؤلاء لا تربطهم بقضايا السياحة المصرية سوي ” الإرتزاق ” لا يجيدون سوي لغتها، في الواقع كنت أتصور أن النقد المهني يضيف للقوم فكراً مستنيراً ورؤية مهنية، كما يحدث في قطاعات الحياة الاجتماعية المختلفة، كنت أربأ بنفسي عن ذكر أسماء في مقالات سابقة مكانها في مزبلة التاريخ، أحزن علي تضييع الفرص المهنية، كما أحزن علي تفويت فرص كان من الممكن ان تحقق الاستقرار المهني داخل قطاع السياحة المصري.

الوزير لا يقرأ، ربما سيادته مشغول في أمور إستراتيجية أكثر أهمية من ملفات السياحة المصرية، الوزير لا يتابع ما يحدث في الغرف السياحية وهو الجهة الإدارية التي تملك حق ” الفيتو ” كانت الحماسة تتملكني عندما طرحت قضايا تحسين التجربة السياحية، وتابعت ما وصل إليه العالم من دراسات تتعلق حول نشر الوعي السياحي والثقافي والبيئي، تحمست من أجل قضايا مهنية ومواحهة التحديات التي تعوق تكرار التجربة السياحية، لا أحد يهتم ولا أحد يدرك.

 

ناصر ترك نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية يدير الاتحاد من وجهة نظر ” الحاج ” الرجل يختزل كل قضايا السياحة في سفر الحجيج المصري الي السعودية، وهذا حقا له فالرجل له إستثمارات في هذا الشأن ولا يعيبه هذا لكننا لن نتقدم خطوة في ظل سيطرة هؤلاء القوم علي مفاصل صناعة السياحة المصرية.

حسام الشاعر رئيس مجلس إدارة الإتحاد المصري للغرف السياحية، رجل اعمال من العيار الثقيل، ومنصبه في الإتحاد واجهة سياسية تمكنه من التواصل مع الحكومة المصرية وبالتأكيد هذا الأمر يرضي طموحاته كرجل أعمال ويساهم في تنمية إستثماراته. الرجل لا يهتم ، ولا يدرك ما يتم تداوله حول ” الإنفاق ” غير المبرر في الغرف السياحية، نفوذ القوم يتجاوز نفوذه الإداري، القوم نجحوا في خلق صراعات داخل الغرف المغلقة، القوم يعتمدون علي أهل الثقة بصرف النظر علي النتائج، الجهل يعم والنفوذ يسود والكروش تعلو فوق الجميع .

في ظني أن الوزير شريف فتحي لا يعلم نوايا القوم ولا أعمالهم في ظل غياب رقابة الجهاز المركزي للمحاسبات المالية ، ضاعت أحلامنا حول خلق بيئة حاضنة للنشاط السياحي المصري، كبر مقتاً أن يقول هؤلاء عكس ما يفعلون ، ألا يوجد رجل رشيد في عالمنا الموحش، صراعات البزنس تعلو فوق قضايا تشغل بال القيادة السياسية، هناك إهتمام بالغ من قبل الحكومة لمواجهة التحديات السياحية ، فرصة ذهبية إن جاز التعبير ، القوم لا يأبهون .

بوداكاست ناصر ترك لا يخرج عن قضايا الحج والعمرة ، وهذا من يدير ملف السياحة المصرية في عموم البلاد بحكم منصبه الذي خطط للوصول إليه بعناية شديدة، من أجل الحفاظ على مكتسبات شركاته وأقرانه وخلانه، في ظل غياب تام لخبراء صناعة السياحة المصرية وما أكثرهم، فهل هذا يخلق نموا ..؟ أقولها بكل صراحة _ نحن في حاجة الي تغيير جذري يشمل النخبة التي تتصدر المشهد السياحي المصري.

يبدأ التغيير من القيادات العليا في وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة مرورا بهؤلاء القابعين في الغرف السياحية، نحتاج إلى مديري للغرف يملكون الخبرة المهنية والرؤية التي تمكن القطاع السياحي من مواجهة التحديات التي تحيط به في ظل الاحداث السياسية الدولية، في ظل تطورات الحرب التي تدور رحاها عالمياً ، حجوزات السوق الأمريكي تراجعت والإسباني أيضا حتي تاربخه ، والقادم لا نعلم عنه شيء ، هؤلاء الرجال الذين يلهثون خلف السفر من أجل ” بدل ” سفر لابد أن يتنحون جانبا ، الرجال في مصر كثيرون ويستطيعون مواجهة التحديات، والأفكار كثيرة تحتاج إلى مخلصون يلتفون حولها، في ظل إصرار القيادة السياسية التي لا تدخر جهداً لزيادة نمو حركة السياحة الوافدة الي مصر.

هل يفعلها الوزير شريف فتحي..؟ ويشارك في إجتماع موسع ويستمع فيه الي وجهات نظر المهنيبن من اهل القطاع السياحي والفندقي ..؟ بعيدا عن أهل الثقة الذين يحافظون علي مكتسبات شخصية.

كنا نريد إصلاحا _ عندما كتبنا عن كل ذلك ، فلا خصومه شخصية مع أحد ولا مصالح تتشابك مع القوم ولا غيرة مهنية ولا صراع علي كرسي ، أقدر جهود الجميع وتعلو مصالح البلاد العليا فوق الجميع.

( وللحديث بقية )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى