السيد الدمرداش يكتب: بناء الإنسان والمبادرة الرئاسية
بعنوان “بداية جديدة ” تم إطلاق مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي والهدف ترسيخ قيم بناء الوعي المجتمعي لخلق مواطن مصري يعي قيمة الوطن في مواجهة حالة اللاوعي حول قضاياه.
بناء الإنسان مشروع هام جداً في عصرنا هذا، وبناء الوعي المجتمعي في ظني إحدى أهم قضايا العصر، وأستطيع أن أقول أن مصر لم تلقي بالا خلال الخمسون عاماً الماضية لهذا الملف الأكثر أهمية في حزمة القضايا المجتمعية، وكانت هناك عوامل كثيرة ساهمت في تجريف وتغييب وتسطيح العقل الجمعي من خلال وسائل الإعلام التي أغفلت دورها الإجتماعي كما فعلت الصحف المصرية عندما تخلت الصحافة الورقية عن تناول قضايا المجتمعات المحلية وتحولت إلي صحافة النخبة وتفرغت لإنجازات الحزب الوطني المنحل، وبالطبع كانت كلها إنجازات وهمية أفشلت مشروع مصر الثقافي التي واجهت به الجهل المجتمعي المتوارث عبر نظام ما قبل ١٩٥٢.
في الواقع أن إعادة إحياء مشروع مصر الثقافي والإجتماعي والذي يهدف إلى خلق وعي مجتمعي عام يحتاج إلى خلق بيئة حاضنة للنشاط الثقافي من خلال مناهج تعليمية وتغيير خطة عمل وسائل الإعلام التي تؤثر بالسلب علي جهود نشر الوعي المجتمعي في مواجهة التحديات التي تحيط بأي مشروع إنساني.
كنت أتصور أن في المبادرة الرئاسية المطروحه أن تبدأ من مناهج التعليم والإعلام لوضع بنية مجتمعية للتغيير، وأن يشرف علماء الإجتماع من الجامعات المصرية علي وضع نواة التغيير المجتمعي من خلال الدراسات والابحاث العلمية التي ترصد أشكال الخلل المجتمعي، إن أردنا ذلك، الأغاني والمهرجانات التي تشرف عليها موظفي بعض الوزارات لن تحقق طموحات تهدف المبادرة الرئاسية إلي تحقيقها.
ولن يتحقق ما يصبو إليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الفكرة والمشروع ذو قيمة كبيرة وإن تم تنفيذها من خلال خبراء في العلوم الإجتماعية ستكون النتائج مبهرة وهذا سيساهم في خلق فرص الإستقرار المجتمعي بالإضافة إلى مواجهة تحديات كثيرة تؤثر بالسلب علي جهود الحكومة في التنمية الشاملة.