السيد الدمرداش يكتب: أرصفة شوارع القاهرة

القاهرة إحدي عواصم العالم التي تشهد زحاماً شديداً، رغم جهود الحكومة المصرية في خلق مجتمعات سكنية في ظهيرها الصحراوي ، ورغم إهتمام القيادة السياسية بتطويرها – وهذا ليس حديث العهد – كان فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق ، بدأ مشروع تطوير القاهره بالتعاون مع منظمة اليونسكو، والقاهرة إحدي المدن التي عاشت حقبات تاريخية متنوعه ومتعددة منذ تأسيسها ، وإرثها الثقافي والسياسي والإجتماعي كفيل بجذب الملايين من دول العالم ، شوارعها الرئيسية وخاصة في مناطق وسط البلد التي تضم عدد من الأحياء تعكس جزء من تاريخ وحضارة عريقة ، مبانيها تحكي قصص كثيرة وأحداث عظيمة.
شعراء وفنانين وأدباء وساسة خرجت إبداعاتهم ونجاحاتهم من أرصفة ومقاه شوارعها ومسارحها ، بلا شك هي عاصمة للثقافة والفنون والآداب والتراث الشعبي الوطني ، تحمل شوارعها وحاراتها أسماء هؤلاء المبدعون، تستحق القاهرة إن نعاملها وشوارعها بما يليق بتاريخها ومكانتها ، تستحق أن يبذل محافظها الذي يدير شؤون العباد بها إن يهتم بإبراز تاريخها ، وان يحفظ لها مكانتها بين المدن العالمية، تستحق أن يبذل محافظها ورؤساء الاحياء لها مجهوداً كبيراً في مواجهة ” مافيا ” اغتصبت تلك الشوارع ، بائعه ، ومتسولين , ومقاه , تفترش الارصفة ، بخلاف تلك الفئة من الناس التي تؤجر شوارعها الرئيسية والفرعية لمالكي السيارات بمبالغ مالية باهظة.
شوارع رئيسية في وسط البلد أصبحت تحت سطوة كل من لا مهنه له ، في غياب تام للسادة رؤساء الاحياء ومحافظ القاهرة ، هل يستطيع الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة السير ليلا علي قدميه في شوارع ٢٦ يوليو او عماد الدين او الالفي او شريف او جواد حسني او بعض الشوارع الجانبية التي تغتصب أرصفتها اصحاب المقاه والمطاعم ..!.
ادعوه لقيادة سيارته الخاصة وان يحاول أن ” يركن ‘ في احد شوارعها الرئيسية او الفرعية ، ليتعرف بنفسه على ٱفات هؤلاء الذين يسيطرون على القاهرة ليلاً ونهاراً ايضا، السائح لا يستطيع أن يعيش تجربة سياحية متكاملة في ظل تلك الفوضي العارمة والعشوائية متكاملة الاركان ، كيف للقيادة السياسية إن تعمل على خلق فرص لجذب السياحة..! والقوم يجلسون في مكاتبهم لا يواجهون المغتصبين لارصفة شوارع القاهرة.
في ظني أننا جزء من تحديات تواجه نموا حركة السياحة الوافدة، في تقديري أننا نفتقر الي سلوك قويم كما نفتقر الي رؤى ملموسة لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة السياحة المصرية.