السيد الدمرداش يكتب: السينما ودورها في تغييب العقل الجمعي
حياة الماعز كفيلم نموذجاً في خلق فرص كبيرة للتشكيك في الثوابت التاريخية والقيم المجتمعية، ربما تستطيع أن تنجز ما فشل فيه الآخرون من وجهة نظر المنتج الذي يعمل على تحقيق أهداف تملكها جماعات ضغط سياسي واقتصادي واجتماعي، بعيداً عن القبلية ودورها في تشويه مجتمعات كانت تبحث عن لقمة العيش، وربما الواقع نفسه، وربما الموروث الاجتماعي والثقافي.
يقيناً أن هناك إشكالية في النظم الاجتماعية وأصبحت الموروثات القبلية خارج الزمن في ظل التحرر الشعبي الذي تعيشه شعوب الكرة الأرضية، مضى في زمناً إحتضن تلك القيم الاجتماعية كان واقع الحال في العالم بأسره، شعوب أوروبا كانت تعاني إضطهاداً وعبودية الأفكار الدينية التي تخدم علي ” القوي ” أو ” السيد ” كانت الحياة الاجتماعية والمعيشية أكثر قسوة مما سطره الأدباء والكتاب في روايات قصيرة أو تناولته السينما في معالجتها لواقع مرير.
كانت دور العبادة ” تخدم ” السيد ” أو عصاباته وتقدم له “إتاوات” لم يكن للعبيد حياة ولا دوراً ، كانت حياة ” الماعز ” منهجاً، الحرب الأهلية الأمريكية كانت من أهدافها غير المعلنه ” تقزيم ” أو تراجع فكرة ” السيد ” أشكال التحرر كثيرة وصوره لا حصر لها، العبد كان لا يساوي شيء في ظل فقر موقع، الهند عانت ما لا يعرفه ولا ينشره أي إعلام وكان واضح في بعض كلمات الزعيم ” غاندي ” القوم لا يفقهون ولا يقرأون، شبه الجزيرة العربية جزء من التركيبة السكانية والثقافية في العالم، القبلية نظام إجتماعي غربي وامريكي وهندي وأوروبي.
في عصرنا الحديث قابلت عمدة ” مونتانا ” في أحد فنادق القاهرة وحدثني كثيراً عن ملف ” القبيلة ” في عدة ولايات أمريكية، وسطوتها في صناعة القرار الأمريكي، حياة الماعز فيلم سياسي للضغط من خلال عرض قضية إجتماعية، الفيلم مشوه ولا علاقة له بالرواية وتفاصيلها الحقيقية، المنتج كاذب آشر، ربما لأسباب تتعلق بأجندة تعمل عليها جماعات الضغط السياسي، أخاطب المثقفين العرب والمنتجين بضرورة ” الإنتباه ” لما يحاك، بل وأهمس في أذن كل منهم بضرورة التعاون والتفاهم حول قضايا الوطن العربي في ظل التحديات الراهنة التي تنال من واقعنا وقيمنا العربية والأفريقية، وأطالب الساسة في منطقتنا العربية بالتخلص من كل الأنظمة الاجتماعية ” البالية ” لوأد الفتنة المجتمعية التي قد تؤثر علي الثوابت التاريخية والقيم المجتمعية في ظل نظم تعليمية فاشلة وفي ظل عالم إفتراضي مغرض وحقير، حرصا علي أجيال ظلمها التعليم وأصبحت في مواجهة حقيقية مع واقع مليئة بالمغالطات والتزوير والتغييب.
” حياة الماعز” ليس مجرد فيلم يدافع عن حق أو يعارض نظام إجتماعي، بل هو وسيلة ضغط سياسي واقتصادي واجتماعي لا نعرف لماذا ..؟ ربما بسبب غياب الشفافية وتداول المعلومات والسيطرة علي كل مفاصل الحريات في عالمنا العربي حتي تحولت شعوبه الي ماعز تعيش من أجل البحث عن المآكل في صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء.