السيد الدمرداش يكتب: حكايات ” المقهى ” السياحي
في القطاع السياحي قصص تستحق التوقف عندها، كلمة “عصامي ” تحمل معاني كثيرة، كانت في زمناً مضى يتفاخر رجال الأعمال بها وكانت هذة الكلمة البسيطة تعني الكثير، تعطي صورة ذهنية عظيمة عن حاملها.
تعتبر دلالة عن رجلاً استطاع أن يشق حياته المهنية من الصفر الي القمة، يتعامل “الحرافيش” معها بقدسية ، وتخلق نموذج قدوة يحتذى بصاحبها، جلست علي مقهي بشارع الترعة البولاقية بشبرا – مصر، أحتسي فنجاناً من القهوة، في انتظار مقابلة أحد “العصاميين”، الذين أصبحوا علامات بارزة في قطاع السياحة المصري، عائداً من رحلة علاجية في أحد مستشفيات انجلترا.
الرجل يمتلك قصوراً في كل مصر، وطلب أن أقابله في مسقط رأسه ” شبرا “، وعلي هذا المقهي الذي كان يجلس مع والده يحتسي ” شاي منه فيه ” شاي بلبن ، كان فخوراً بحكاياته وقصصه وميلاده بمنطقة ” خلوصي ” بشبرا.
لم أندهش لان هذه هي ذكريات أولاد الأصول من شرفاء هذا الوطن ، جلست أتصفح وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا ، وقع نظري علي فيديو لأحد رجال الأعمال في قطاع السياحة المصري يتحدث عن بداياته القوية في أوروبا، تعجبت كثيراً لان هذا الرجل خرج من مصر في سن ” الصبا ” وكان يفترش أحد الأرصفة في أوروبا ليستريح من عناء عمل يوم شاق في احد المطاعم، وعندما عاد الي مصر في سن الشباب كان لا يملك إيجار مكتبه في القاهرة.
ولكن التسهيلات التي قدمتها الحكومة المصرية في تسعينيات القرن الماضي ساهمت في إفراز جيل من رجال الأعمال، كما حدث في سبعينيات القرن الماضي إبان حقبة الرئيس أنور السادات بعد عام ١٩٧٣ حيث الانفتاح الاقتصادي وآفاته.
يتحدث الرجل عن إنجازاته الوهمية في أوروبا قبل حضوره الي مصر ، هذه إحدى مزايا الجلوس علي مقاهي لها تاريخ أكبر من تاريخ دول في المنطقة العربية وأوروبا ايضا ، في مصر ” مقاه ” شعبية تمثل إشكالية تاريخية لبعض دول الخليج، قفزت الي مخيلتي القوية قصة صعود المرأة الحديدية ” هدي عبد المنعم ” وهروبها ايضا.
قررت أن احكي مع رواد المقهي السياحي عن تاريخ مزيف لاثرياء في قطاع السياحة.
للقصه بقية ..!