“بيركشاير” و”أبل” أنجح استثمار في تاريخ وول ستريت

ينظر إلى استثمار شركة “بيركشاير هاثاواي” في “أبل” على أنه أنجح استثمار في تاريخ وول ستريت.
وفي يوم من الأيام عام 2013، قال رفيق وارن بافيت التاريخي تشارلي مونجر، إن “أبل” هي أكثر استثمار لا يشبه “Berkshire Hathaway”.
لكن بعد ثلاث سنوات بدأت أنجح قصة استثمار في تاريخ وول ستريت، والتي حققت مكاسب وصلت في وقت من الأوقات إلى 140 مليار دولار.
كانت البداية بضخ مليار دولار لشراء أسهم “أبل” في 2016، وهذا رقم ضئيل بالنسبة لإمبراطورية وارن بافيت، لكن الشراء الكبير حدث في 2017 و2018، حيث اشترت “Berkshire Hathaway” أسهماً في “أبل” بقيمة 36 مليار دولار، إلى أن أصبحت “أبل” تشكل ربع المحفظة الاستثمارية للمجموعة في الربع الثالث من 2018.
وفي بداية العام الحالي، وصلت حصة “Berkshire” في “أبل” إلى نحو 6% بقيمة تصل إلى 174 مليار دولار. وحققت فيها أكبر مكاسب يسجلها مستثمر في سهم واحد في تاريخ وول ستريت.
وانخفضت حصة “بيركشاير” بنسبة 22% في الربع الأول إلى 135 مليار دولار، بسبب البيع وانخفاض سعر السهم.
بعد ذلك، بدأت “بيركشاير” تبيع جزءاً من محفظتها، وبدأ السهم يتراجع.
وتشير البيانات التي تم الكشف عنها في اليومين الماضين إلى أن حصة “بيركشاير” في “أبل” انخفضت في الربع الأول، بسبب بيع 13% تقريباً من الأسهم، وبسبب انخفاض سعر السهم أيضاً.
وكانت معايير وران بافيت للاستثمار في “أبل” هي أن مكرر السعر إلى الربحية لا يزيد على 15 مرة، وتوقعات الأرباح ترتفع 7% سنوياً لخمس سنوات على الأقل.
وبينما كان تشارلي مونجر معارضاً في البداية لهذا الاستثمار، لكن رفيقه وارن بافيت طلب من مدير استثمار آخر في الشركة هو Todd Combs أن يقدم له سهماً ضمن مؤشر “S&P 500” يستوفي ثلاثة معايير:
1. ألا يزيد مكرر السعر إلى الربحية المستقبلي على 15 مرة.
2. أن يكون المديرون واثقين بنسبة 90% بأن الأرباح ستكون أعلى في السنوات الخمس المقبلة.
3. أن تكون هناك ثقة بنسبة 50% على الأقل بأن الأرباح سترتفع بنسبة 7% سنوياً على خمس سنوات أو أكثر.
وكانت النتيجة سهماً واحداً هو “أبل”، والتي نظر إليها “بافيت” على أنها شركة سلع استهلاكية أكثر من كونها شركة تكنولوجيا، واستند إلى ولاء مستخدمي “آيفون” بنسبة 95%، وبالتالي إلى القوة التسعيرية التي تتمتع بها.
يبدو أن وضع “أبل” مختلف نوعاً ما الآن. فقد أعلنت الخميس عن تراجع إيراداتها للربع الخامس في آخر ستة فصول، وهناك علامات استفهام حول تراجع حصتها السوقية ومبيعاتها في الصين.
ولذلك التكهنات كثيرة حول ما ستفعله “Berkshire” بحصتها في “أبل”، وإلى أي حد يمكن أن تستمر بتخفيضها.
لكن أحد العوامل الأساسية التي يمكن إدراجها في هذا النقاش هو صعوبة وجود بديل أفضل، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، خصوصاً في ظل وصول الكاش لدى المجموعة إلى مستوى قياسي عند 189 مليار دولار.