مشروعات ثقافية لحراسة الهوية التراثية.. تعرف عليها
أشرف حاتم
مراكز الحرف التراثية واليدوية في الفسطاط، واحدة من المشروعات الثقافية الكبرى لوزارة الثقافة، لإحياء أمجاد الماضي العريق، بإتاحة الفرصة أمام الفنانين والحرفيين لممارسة إبداعاتهم وتأكيد القيمة الفنية لأعمالهم.
الفسطاط.. والثراء الحضاري للقاهرة
ويعد مركز الفسطاط أحد أهم مناطق مدينة القاهرة العريقة وأكثرها ثراءً حضارياً، وتعتبر مراكز الحرف التابعة لصندوق التنمية الثقافية إحدى أهم المراكز التي تعتمد في إنتاجها على حرفيين قادرين على استيعاب واستلهام روح الماضي وإبداع منتجات مستوحاة من التراث.
«بيت التراث»
وافتتحت وزارة الثقافة خلال الأسبوع الماضي «بيت التراث» في مركز الحِرف اليدوية في منطقة الفسطاط.
ويضمّ «بيت التراث» محتويات الأرشيف القومي المصري للتراث الثقافي غير المادي، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية التراث غير المادي باليونسكو، منذ ٢٠ عاما.
التراث المصري «غير المادي»
ومن عناصر التراث غير المادي التي سجلت في مصر (الخط العربي، السيرة الهلالية، التحطيب، فن الأراجوز، النسيج اليدوي)، وكان آخر ما سجلته مصر لصون التراث غير المادي في نهاية العام الماضي، احتفالات رحلة العائلة المقدسة في مصر.
من جهته أكد اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة، أن الاهتمام بالتراث الثقافي غير المادي يحظى باهتمام كبير في المحافظة، من أجل الحفاظ عليه، مع التركيز على المشاركة المجتمعية في كافة عناصره تحقيقًا للاستدامة.
30 حرفة من تراث مصر
وكشف المحافظ، خلال فعاليات افتتاح بيت التراث، أن مشروع محافظة القاهرة لحصر الحرف التراثية الممول من اليونسكو عبر اتفاقية التراث غير المادي، بمشاركة الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، يضم ٣٠ حرفة.
وحصرت محافظة القاهرة الحرف، التي تدخل ضمن التراث غير المادي، في (أشغال النحاس، أكلات الشارع، الإكسسوار، الإيما، البامبو، الترزي البلدي، التطعيم بالصدف، الجزمجي، الحدادة، الحلواني، الحنة).
وكذلك أعمال (الخيامية، الزجاج، الزنكوغراف، السجاد اليدوي، الشربتلي، الشفتشي، الطرابيشي، العقادة، العود، الفانوس، الفضة، القصبجي، المشغولات الخشبية، المنجد العربي، النجارة العربي، أواني ألومنيوم، تجليد الكتب، خرط الرخام ونقشه، صباغة الجلود).
القاهرة مركزا رئيسيا للحرف التراثية
وتمثل محافظة القاهرة مركزًا رئيسيًا تاريخيا للحرف التراثية والصناعات التقليدية بكافة أنواعها، وتلعب تلك الحرف دورا هاما في رواج الاقتصاد المحلي للعاصمة، بالإضافة إلى تشغيل الأيدي العاملة.
وعززت الدولة من تلك الجهود الشاملة والمتكاملة في مجال تقديم الدعم وخلق فرص عمل للشباب خاصة في مجال الحرف التقليدية والصناعات التراثية فأطلقت مبادرة “أيادي مصر” بهدف التسويق الإلكتروني للمنتجات اليدوية والتراثية، لإبراز المواهب وإحياء التراث.
معرض «أيادي مصر»
كان اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، قد أكد خلال تفقده معرض “أيادي مصر”، مؤخرا، أنه سيتم تسويق المنتجات اليدوية، من خلال توفير منافذ لبيع وعرض هذه المنتجات في مناطق حيوية مقابل بيع سلع بأسعار مدعمة تناسب المواطنين.
وثمن الوزير، جميع جهود دعم ورعاية الحرف التراثية بالمحافظات المصرية وخاصة مبادرة “أيادي مصر” والتي تحظى برعاية القيادة السياسية، حيث تعتبر المبادرة عنوانا للهوية المصرية وقاطرة للتنمية المستدامة.
وفي هذا السياق وفرت محافظة القاهرة مقرا دائما لـ”أيادي مصر” في قرية الفواخير، حيث يجري تجهيزه للمساعدة في تصوير المنتجات وتسويقها ومساعدة العارضين على أعمال التسويق.
«أيادي مصر».. ومكاسب عديدة
المشروع القومي “أيادي مصر” حقق العديد من المكاسب والإنجازات، هذا ما أكده اللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية.
وأوضح أنه ساهم في الترويج للمنتجات المصرية، كما ساعد المشروع على اكتمال جميع مراحل سلاسل القيمة للحرف التراثية من الإنتاج وحتى التسويق، وخلق سوق لهذه المنتجات قادرة على المنافسة، فضلًا عن تدريب الحرفيين على تطوير المنتج.
وعملت وزارة التنمية المحلية على عدد من محاور مؤسسية لضمان استدامة المشروع، سواء من خلال تجهيز مركز للحرف التراثية واليدوية المصرية بقرية “الفواخير” بالفسطاط، ليكون مقرَا للمشروع القومي “أيادي مصر”، أو الحرص على إنشاء وتفعيل وحدة مختصة بالعمل على المشروع في كل محافظة بالتعاون مع المحافظين.
