تقارير وحوارات

“المرسى أبو العباس”.. قبلة العلم في الإسكندرية القديمة

السيد عبدالرازق

جامع أبو العباس المرسى أو كما عرف بين العامة ” المرسى أبو العباس ” ، هو أحد أقدم وأشهر المساجد التي شيدت بمنطقة بحرى بالإسكندرية ، حيث يتميز بقبابه المميزة، وتتوسطه ساحة ميدان المساجد بمنطقة بحري والتي تضم أيضا مساجد الإمام البوصيرى “صاحب  البردة” ، وسيدى ياقوت وهم أيضا من تلاميذ الإمام المرسى .

وعن مسجد المرسي أبو العباس نفسه يقول الشيخ محمد درويش أمام المسجد ، إنه يضم ضريح الشيخ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حسن بن على الخزرجى ، الذي ولد عام 616 هجرية، 1219 ميلادية، وفي الجانب الشرقى من المسجد هناك ضريح آخر لـ 14 من الشيوخ قرروا أن يدفنوا بجوار معلمهم وأستاذهم وعرفوا بين العامة باسم ضريح الـ14شيخ وجميعهم يحملون إسم ” محمد ” .. والذى يجسد واحدة من أعظم صور الولاء من تلاميذ إلى معلمهم وأستاذهم ، إنهم الـ 14 شيخا من تلاميذ الإمام أبو العباس المرسى ، والذين تحملوا الغربة والبعد عن بلدانهم في سبيل أن يتعلموا على يديه وينشروا دين الله ، واختاروا أن يدفنوا إلى جواره بعد وفاتهم .

وأضاف: ” وداخل حجرة تحتوي على 14 شباكا صغيرا من الخارج مدون على كل شباك اسم شيخ وداخل الحجرة يرقد جثامين الشيوخ وهي قصة تجسد مدى ارتباط التلميذ بالمعلم، حيث تضم بأضرحة الـ 14 شيخ  تلاميذ المرسى ابو العباس وسيدى ياقوت وسيدى البوصيرى ، معلمين الصوفية المدفونين داخل ساحة المساجد، فمعظمهم جاءوا من مسافات طويلة وقرروا ان يعيشوا ويموتوا بجوارهم تيمناً وحباً بهم .

وأشار إلى أنه من الشيوخ المدفونين هم مقام سيدى محمد بركة المتوفى عام 1398، سيدى محمد غريب اليمنى، ابن وكيع الشهير بأبي نواتير، سيدى محمد الغريب، سيدي محمد الشريف المغربى، سيدي محمد أبو وردة، سيدي يوسف الجعرانى، سيدى محمد بركة، سيدي محمد الشريف، سيدي محمد الطرودى، سيدى محمد الحلوانيى، سيدى محمد إجابة، سيدى محمد صلاح الدين، سيدي محمد مسعود، سيدى محمد المنقعى .

وتضيف رانيا فتحى ، الباحثة بالإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أن ضريح الـ14 شيخ يعتبر من أشهر الأضرحة فى الإسكندرية بمنطقة ميدان المساجد بحى الجمرك ، موضحة أن الضريح هو القبر، ويطلق هذا المصطلح دائما على القبور المقدسة للشيوخ والأولياء الصالحين .

وعن ضريح الـ14 شيخ قالت : ” هذا المكان يقدم لنا قصة إخلاص التلميذ لأستاذه، مضيفة : ” الـ14 شيخا المدفونين في هذا المكان كانوا من تلاميذ أبو العباس المرسي، الذين أتوا من أنحاء العالم، وكانوا يرتادون المكان للجلوس قرب الأساتذة وحضور جلسات الذكر والصلاة والإقامة في المكان ، وبعد وفاته معلمهم رفضوا الرحيل إلى أن يموتوا ويدفنون إلى جواره .

أضافت : ” الضريح عبارة عن غرفة فيها 14 نافذة بأسماء الشيوخ، وداخل الحجرة موجود جثامينهم، مشيرة إلى أن أسمائهم على الشبابيك بتبدأ بإسم ” محمد ” وتلك كانت عادة عند الطرق الصوفية وهى تسمية تلاميذ الشيوخ بعد الوفاة بمحمد حباً فى رسول الله .

وأشارت إلى تعدد أصول الشيوخ الـ14 وهذا يعود إلى إن الإسكندرية كانت خلال تلك الفترة الزمنية واجهة لعلوم الدين والروحانية لجميع الجنسيات وهو ما تشهد عليه عدد من الأضرحة الكثيرة التي تحمل جثامين أولياء الله الصالحين .

وأضافت: “يأتى لزيارتها زوار من إفريقيا وجنوب شرق آسيا ومن أنحاء مختلفة من العالم” .. كما يعد مقصدًا للزائرين من مختلف محافظات مصر وأهالى الإسكندرية.. خاصة فى شهر رمضان لأداء الصلوات المختلفة وخاصة “التراويح ” .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى