“صحبة”.. تجربة لدعم السياحة الداخلية

فاطمة خليفة
لطالما حلم الكثير من المصريين بزيارة شرم الشيخ والغردقة والاستمتاع بجمال شواطئها، وكان يرى الكثير خاصة من البسطاء والغلابة ومحدودى الدخل أن الاصطياف بشواطىء شرم والغردقة هو حلم بعيد المنال، ولربما هذا الأمر دفع مجموعة من الشباب للبحث عن مشروع سياحي للبسطاء ومحدودي الدخل يلبي طموحاتهم ويناسب إمكانيتهم لكي يستمتعوا بجمال بلدهم وشواطئها الساحرة التي يأتيها السائحين من كل بلدان العالم ليستمتعوا بها.
وبالفعل تحقق الحلم واصطحبت شركة صحبة البسطاء من المصريين إلى شرم الشيخ والغردقة، فمن هي شركة صحبة التي باتت تشتهر باسم شركة الغلابة وكيف استطاع هؤلاء الشباب تأسيس شركة سياحية تناسب البسطاء وتحقق حلمهم، الدكتور أحمد عامر مؤسس شركة صحبة في حوار خاص مع “أخبار السياحة”:
<< في البدايةكيف بدأت قكرة الشركة؟.
>> بدأنا كمجموعة شباب من اتحاد طلاب كلية الطب بجامعة عين شمس وكنا نبحث عن فكرة لدعم السياحة الداخلية وكانت الفكرة غير هادفة للربح تماماً بل كان الهدف هو مساعدة محدودي الدخل والبسطاء للسفر إلى مصايف مثل شرم الشيخ والغردقة ومطروح، ويستمتعوا مثل أصحاب القدرات المادية العالية.
<< هل الفكرة لاقت رواجاً إيجابياً ودعماً كافياً من الجهات السياحية التي تعاملتم معها؟ وكيف استطعتم إقناع الفنادق لتقديم أسعار وخدمات تناسب إمكانيات البسطاء؟
> بالفعل الفكرة لاقت رواجاً كبيراً لدى الناس والفنادق والشركات، ولكن الدعم الأهم والأكبر كان من الناس نفسها، بمعنى أن الناس هي التي أصبحت تروج للفكرة لأنهم رآوا أن الصحبة تقدم رسالة وهدف ولا تسعى للربح، وبالتالي كانت دعايتنا الأساسية هي انطباعات الناس الإيجابية عن تجربتهم مع صحبة، وهنا كنا أمام تجربة تسويقية فريدة اعتمدت على تجارب الناس فعندما يرضى العميل عن تجربته معنا يكرره مرة آخرى بل ويدعو أصحابه وأهله إلى خوض التجربة، بالإضافة إلى الدعم الإعلامي من بعض القنوات الفضائية مثل قناة صدى البلد التي أشادت بتجربتنا والمبادرة التي قدمناها لدعم السياحة الداخلية وتشجيع المصريين لتعرف على آثار بلدهم وجمال الطبيعة المصرية.
وعن دعم الفنادق يضيف “عامر”: نعم تلقيت دعماً كبير جداً من العديد من الفنادق، وكان ذلك نتاج مجهود كبير قمنا به؛ حيث طوفنا على الفنادق نشرح لهم فكرتنا وبالفعل الفنادق آمنت بفكرتنا ولذلك قدمت لنا الدعم، وهنا اتذكر في بداية التجربة قولاً لأحد أصحاب الفنادق الكبيرة والذي وصفنا بالمستقبل الواعد وقال سوف أساعدكم لأني أراكم رواد أعمال واعدين، وبدأنا التعامل مع فندق تلو الفندق حتى لدينا مجموعة من الفنادق المتميزة التي نتعامل بها ويطلبها السائح الاسم . وبهذه المناسبة أوجه الشكر لهذه الفنادق التي ساندت الفكرة وشجعتها منذ البداية.
<< هل حققت الفكرة أرباح مالية وكيف ساعدتم محدودي الدخل؟
>> كما ذكرت في البداية لم يكن هدفنا الأساسي في “صحبة” هو الربح، ولكننا نحمل رسالة ونقدم قيمة تهدف لإسعاد الناس وتنمية الترابط الأسري من خلال جمع لم شمل الأسرة في رحلة للاستمتاع والراحة، فهدفنا الحقيقي هو حمل السعادة للناس، ثم يأتي بعد ذلك الربح.
<< هل دعم سياحة البسطاء بأسعار مخفضة وفي متناول محدودي الدخل جاء على حساب سوء الخدمة المقدمة؟
>> من يريد الاستمتاع وذهب من أجل سيستمتع بغض النظر عن مستوى الخدمة، ومع ذلك نحن نقدم مستوى خدمة يتناسب مع هذه الأسعار والامكانيات وبالفعل لن يكون ذلك أفضل وأعلى مستوى ولكنه أيضاً لن يكون سيء للغاية، لكنه في النهاية متناسب، لأن هؤلاء الناس إنما ذهبوا ليتمتعوا بالبحر والمناظر الطبيعية التي أتوا للاستمتاع بها.
<< ما تعليقك على من يرى بعض السلبيات في هذة التجربة كقول أحدهم أن المصريون حولوا شرم الشيخ والغردقة إلى مصايف شعبية؟
> أقول لهوؤلاء أن المصريون هم من حملوا شرم والغردقة وقت أن كانت السياحة الأجنبة صفر سائح، والمصريون هم من أنقذوا فنادق شرم من الإغلاق والكساد وأنقذوا عمالها وموظفيها من البطالة، ولولا السائح المصري لبقيت شرم الشيخ مدينة أشباح وفنادقها وشواطئها خاوية على عروشها ولهجرها العاملين والموظفين ذلك أن السياحة الأجنبية الوافدة أتى عليها وقت كانت متوقفة تماما ومن هنا استعانت الفنادق بالسياجة الداخلية واعتمدت على السائح المصري أفضل من إغلاق الفنادق وتسريح الموظفين
<< وماذا عن المعوقات التى واجهت التجربة؟
> واجهتنا بعض المعوقات في البداية فلم يكن الأمر سهلاً بالطبع، ولكنه احتاج الكثير من المشقة والتعب والجهد، فمن أصعب التحديات التي واجهتني عند تأسيس الشركة على المستوى الشخصي هو التوفيق بين العمل والدراسة خاصة أن دراسة الطب من أصعب الكليات التي تحتاج إلى تفرغ ، ولكن على المستوى العام كانت التحديات الاقتصادية هي أصعب ما وجهتنا خاصة ارتفاع أسعار العملة وكذلك الأزمات العالمية التي تسببت في وقف السياحة والطيران مثل الكورونا والحرب الروسية وغيرها من أزمات لا دخل لنا بها.
ويتعهد بالاستمرار في دعم السياحة الداخلية ودعم السائح المصري مؤكداً : بالرغم من التقلبات الاقتصادية إلا أننا سنستمر في تقديم رسالتنا ولن نتوقف عن دعم السياحة الداخلية ولن نتخلى عن فكرة إسعاد البسطاء ومحدودي الدخل.