الأحزاب السياسية وملف السياحة
دراسة منشورة في إحدى المجلات العلمية المتخصصة حول دور أحزاب سياسية فاعلة في ملف السياحة في بعض المجتمعات التي تسعي للنهوض بقطاع السفر بعد جائحة كورونا ، ركز الباحثون في طرح عدة أسئلة جاءت أهمها حول ملف تحدثناً عنه كثيراً، ومازلنا في مجتمعاتنا نتحدث عنه يومياً بل ويتشدق به العامة من الناس دون معرفة حقيقية أو دراية بما تحمله الكلمة من معاني، أو منهجية وهو ” قضايا الوعي ” أو ملف ” الوعي ” أو مبادرات نشر الوعي وما لفت نظري في هذه الأطروحات أن الجميع يتحدث، ولكن هل الجميع ” يعي ” أو يملك ” وعياً ” تجاه قضايا مطروحة ربما تكون مهنية أو سياسية أو إجتماعية.
في ظني أن ” الكلام كتير “، والفعل ” قليل ” لأن قضايا الوعي ترتبط في الوجدان بمجموعة السلوكيات العامة التي تحدث تأثيراً إيجابياً وتهدف الي الرقي في التعامل مع القضايا التي تمس الوطن أو المجتمع الذي نعيش فيه، ونهضت بعض المجتمعات في الخارج بهذه القضايا لأنها ارتبطت بالسلوك العام أو المنفعة العامة او بالقانون في إحترامها للتراب التي تعيش عليه، وهذا يجرنا الي قضية الانتماء الوطني .
السؤال هل الوعي يساهم في بث روح الانتماء للفرد تجاه المجتمع الذي يعيش فيه والاجابة نعم الوعي ذو مفردات وعناصر أخلاقية وثقافية وتربوية ومنفعة خاصة تساهم في الارتباط الوجداني، والنفعي بالمجتمع الذي يعيش فيه، لا وعي بدون أسس وعوامل مشتركة ، الوعي ليس ” كرباجا” ولا ‘ قانونا ” ولا فرمانات ولا منهج مدرسي، الوعي مجموعة قيم وأشخاص تؤمن بها، وكما حكي لي رجل السياحة، والثقافة في الأقصر الذي يؤمن بأهمية العنصر البشري في جودة المنتج السياحي بل وجودة الحياة بحلوها ومرها.
” محمد عثمان ” الخبير الفندقي والتراثي ، حكي أن الإنسان هو العنصر الأمين علي مجموعة القيم الإنسانية والثقافية والأخلاقية والأعراف المجتمعية ومن هنا نستخلص أن ” الحكي ” حول قضايا الوعي لا علاقة له بموضوع ” ملف الوعي ” وهناك فرق بين الحكايات والاقوال والافعال وهذا ما تطرقت إليه الدراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين في علم الاجتماع ، إذا وجب علي الأحزاب السياسية أن تلعب دورا مشاركاً في قضايا السياحة المجتمعية اي الاهتمام بالقضايا المجتمعية في المجتمعات التي تحتضن أنشطة سياحية، وفي مدن تعتمد في نشاطها علي السياحة ، وهذا ليس كل اهتمامها، ولكن يجب رصد التجارب المجتمعية من هذه المناطق والتعميم واجب وحق مشروع ، ومساندة الأحزاب لهذه الملفات يساهم في إحداث تغيير سلوكي في هذه المجتمعات وخاصة أن الأحزاب بها كفاءات وقدرات مهنية تعتبر من الخبرات الكبيرة في إدارة هذه الملفات مثل الدكتور عمرو صدقي رئيس لجنة السياحة في مجلس النواب السابق، وحاليا أمين لجنة الانشطة السياحية في حزب حماة وطن ، وغيره .
كثيرون في أحزاب كبيرة مثل الخبراء في العمل السياحي، والفندقي في حزب مستقبل وطن ، ما أريد قوله إن مصر ولادة، وتملك خبرات بشرية ومهنية كبيرة وعظيمة أن خلصت النوايا للعمل المشترك ، كلنا مصريين ونعشق بلدنا ونستطيع تقديم دراسات وأبحاث قابلة للتطبيق والتنفيذ.
الوعي مطلوب نشره وإقراره عند النخبة اولاً اي أن يتفهم ويعي المثقف المصري ما هو الوعي وما هي عناصره ومفرداته وثم تأتي مرحلة نشره اي من المؤهل للتعامل مع مجموعة القيم والأعراف المجتمعية التي تشكل الوعي المجتمعي ثم من يستطيع توصيل الرسالة الاتصالية لها، اي نبدأ بخطط تثقيفية لقادة المجتمع ثم تتكون وتتشكل مجموعات تكون مسؤولة عن توصيل الرسالة الي الجمهور المستهدف في المناطق المطلوب التعامل معها.
