[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: أمين صناديق السياحة

الصديق إيهاب عبد العال ظهر في برنامج تليفزيوني شهير، أشاهده للمرة الأولي، عادة لا أهتم بما تقدمه محطات محلية، المذيعة كانت مثقفة ولبقة، وبدا علي ملامحها جدية المحتوي الذي ستناقشه في الحلقة.

كانت المقدمة وافية تحدثت فيها عن “معركة الحج” العام الماضي والجهود المبذولة من قبل الحكومة لمعالجة آثار تلك المعركة التي تشبه معركة ” أحد” في عدد الشهداء إن جاز التعبير، كان ضيفها رجل الاعمال المعروف في السياحة الدينية والمعني بشوؤنها أمين صناديق السياحة المصرية فالرجل أمين صندوق الاتحاد المصري للغرف السياحية وأمين صندوق اللجنة العليا للحج، وأمين صندوق جمعية الحفاظ على السياحة الثقافية إيهاب عبد العال.

وجهات نظر أن تكون لديه طموحات أمين صندوق في كيانات هو عضو متقدم فيها، رغم تحفظي علي ذلك فالرجل له إستثمارات كبيرة في قطاع السياحة المصرية، جلست أتابع باهتمام كأي مواطن مصري من العامة ربما الرجل يملك جديداً يقدمه عن حج هذا العام أو ربما سيحدثنا عن دور صناديق السياحة في تنمية العقل الجمعي أو في إحتساب عوائد السياحة في ظل تحسين التجربة السياحية في المنطقة الآثرية بالهرم.

فلا شك أنه مثقف ويملك قدرات واسعة وكبيرة مهنية في بث ثقافة قضاء الإجازة وخلق فرص المعرفة حول النشاط السياحي، باهتمام شديد جلست أستمع لسيادته، فلم يتحدث عن شيء فيما ذكرت، بدا لي متحفظاً في حديثه، تطرق الي معالجة أخطاء الماضي، وتناسى أن الماضي كله جراح ومازال السادة يقبعون علي مراكز صناعة القرار في الحج والعمرة، وكأن غزوة أحد ” العام الماضي ” كانت لنشر الإسلام في شبة الجزيرة العربية.

الحج أشهر معدودات والرجل وحده يعلم الجهود المبذولة لتحسين التجربة السياحية، متناسياً أن المملكة العربية السعودية تحرص على تقديم خدمات لكافة حجيج الدنيا، فهي تملك وعياً وجهوداً لمواجهة التحديات التي تواجه الحج والحجاج، ونحن نعلم أين تكمن المعضلة ولا نجرؤ علي التطرق إليها، كنت أتوقع أن يبوح لنا، فهو أمين صناديق السياحة، جلست لعل ظهوره علي فضائية قناة المحور يمحو لنا جهلاً إكتسبناه أو يفسر لنا مسألة فقهية مهنية من كتب المؤرخين السياحيين.

جاء حديثه متحفظاً حول مواجهة التحديات الداخليه لموسم الحج واعداً المشاهدين أن الحج سيكون في أفضل حال هذا العام، ولم يوضح ما أسباب ذلك ،فهل هناك تغيير في منظومة إدارة ملف الحج هذا العام، لا أظن، لا تغيير ولا أمل في تغيير في ظل عدم محاسبة من أخطأ، فلا مخطئ، ومن مات، مات شهيداً في معركة دخوله الجنة، لم يدخر جهداً في الدفاع عن منظومة حج هذا العام ، موضحاً الجهود المبذولة التي يراها وحده في هذا الشأن، كثيراً أستمتعت بالانصات إليه، لانه معرفة الرجال وأفكارهم تأتي بالانصات إليهم “تحدث حتي أراك ” يعيش الاتحاد المصري للغرف السياحية في ظل مجلسه الموقر حالة من الثبات الانفعالي.

لا أحد يغضب من أجل مصر، لا أحد يدرك قيمة الحوار المجتمعي حول قضايا السياحة بعناصرها المتعددة لمعالجة أخطاء الماضي إدارياً ومهنياً ، في مصر رجالاً تعمل في صمت، وقطاع السياحة به خبراء يدركون أهمية الحوار المجتمعي لتجاوز آفاته، لا أحداً في هذا المجلس الموقر ينظر إلى قضايا الوعي المجتمعي ولا أحد يهتم بخلق أجيال حاضنة للنشاط السياحي المصري.

فقط هناك من يناضل من أجل الدفاع عن أخطاء ولا يعمل على تصحيحها.

كنت أظن أن النخبة التي تتصدر المشهد تملك حلما وطنيا في ظل ما تقوم به القيادة السياسية من جهود حقيقية لتنمية حركة السياحه الوافده الي مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى