أطفالنا والمدرسة وكورونا

ما من شك من أن العالم أجمع في الشهر الأخير قد ارتفعت به معدلات الإصابة بالمتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد “أوميكرون”، حيث وصلت حالات الإصابة إلى الآلاف يوميا، ومع حالة التفاؤل من أن هذا المتحور أقل ضعفا، وأقل تسببا في الوفاة ودخول المستشفى، إلا إنه أكثر شراسة في الانتشار واختلاف أعراضه، ويظل التخوف من إصابة من هم أقل مناعة وبالتالي التأثير يصير أكثر فتكا بهؤلاء.
ومع كل ذلك الأمر لازلت المنظمات الأممية المعنية تدعو إلى عدم وقف الدراسة، حيث ثبت بأن توقف المدارس سبب خسارة فادحة ستؤثر على أجيال كاملة في المستقبل، خاصة مع عدم قدرة الملايين من الطلاب من التعاطي مع أساليب التعليم عن بعد، ناهيك عن التأثيرات غير المباشرة من خلال ارتفاع نسب التسرب التعليمي وعمل الأطفال والتعرض للعنف وسوء المعاملة، وفقدان الوجبات واللقاحات المدرسية، وتظل كارثة التأثير النفسي على الأطفال بسبب العزلة والحجر والبعد عن الاصدقاء أو ممارسة الأنشطة المدرسية.
وما بين هذا وذاك صار الخيار الوحيد أمام الجميع هو العودة الآمنة لأطفالنا إلى المدارس ورياض الأطفال، وهذا لن يتأتي إلا من خلال حملات التوعية لكل الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية، فعلى أولياء الأمور حماية أطفالهم من خلال تعريفهم بالمرض وأعراضه وطرق انتشاره وسبل الحماية منه، مع توفير أدوات السلامة معهم أثناء وجودهم في المدرسة، مثل معقم اليدين والكمامة والمناديل وتعلم الطريقة الصحيحة لغسل اليدين، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وأخيرا الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن.
أما المدرسة سيظل عليها الدور الأكبر، فهى المسئولة عن تعليم وصحة أطفالنا وحمايتهم داخل المدارس.. وبالتالي مطالبة باتخاذ كل من شأنه توفير الحماية والوقاية من خلال تدابير واجراءات احترازية اعتبرتها الجهات القائمة على الطفل السبيل الوحيد لضمان سير العملية التعليمية في ظل ظروف الجائحة، وهى اتباع قواعد الحفاظ على مسافة لا تقل عن متر بين جميع الموجودين في المدرسة وبتقليل عدد التلاميذ داخل الفصول قدر الإمكان، وتقليل اختلاط الصفوف أو احتشادها أثناء الأنشطة المدرسية، وأن تكون الفصول جيدة التهوية، والأهم هو التواصل الدائم مع الأسرة للعمل معا التعامل بشكل سليم مع مخاوف الأطفال ومحاولة طمأنتهم.
السؤال الآن هل هذا ما قامت أو تقوم به المدارس اليوم ؟