تكذيب الزواج الملكى للأبنة او الأخت (2)

من المؤرخين القدماء كان اول من يقول بزواج الملك بابنته كان المؤرخ الاغريقى الهرطقى (هيرودوت) والذى اخذ منه جاردنر وبيترى عند تسجيلهم للاحداث المصرية،وما اكثر كرهى لهذا الرجل وان كل ما قاله عن مصر كان خطأ في خطأ،وخاصة لا ننسى عبارته الشهيرة في اى موضوع فيقول (لقد قالوا لى) وهنا نساله من قال لك؟؟ ولماذا لم تذكر اسم أيا منهم قط؟؟ يعنى تكتب عن تاريخ مصر وكل موضوع تبدا بكلمة (لقد قالوا لى) ولم تذكر أحدا منهم قط؟؟ هذا يبقى عيب عليك بجد…هاهاهاهاهاه،اتنكر فضل من علموك؟.
العصر الفارسى
ثم انه جاء مصر لو كان حقا جاء مصر في العصر الفارسى،هذا العصر بدون ملامح على الاطلاق لا دينيا ولا حتى اجتماعيا ولابد من مراجعتكم جميعا لو سمحتم بدقة التاريخ الفارسى في مصر.ولماذا في هذه الحقبة مثلا لم يتزوج ملك بابنته او حتى كاهن بابنته؟؟
حتى لقب المتعبدة الإلهية تم الغائه تماما من قبل الفرس لانهم لايصدقون بان هذه او هذه زوجة الاله،لانه من القابها كان لقب (زوجة الاله) وهى اما تكون ابنة ملك او زوجة ملك؟؟ ثم ان المتعبدة الإلهية نفسها ومن شروطها عدم الزواج وتكون بكر بتول (راجعوا شروط المتعبدة الإلهية في الاسرتين 25 و 26) وبعضهن اخذوا الألقاب كلها مثل (شبنؤبت الأولى) ابنة اوسر كون الثالث ومن ضمن القابها (الزوجة الملكية) فكيف تكون زوجة ابيها الملك الاله مثلا وهى عذراء في نفس الوقت؟؟
– في جميع المراجع الخاصة بالتاريخ المصرى كتب بان (الزوجة الملكية) هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى زوجات الملوك المصريين القدماء يوم تتويجهم،وكانت اول من تحصل على هذا اللقب في التاريخ هي الملكة (ميريت سجر) زوجة الملك سنوسرت الثالث،وهى اول امرأة في التاريخ المصرى تحصل على هذا اللقب.والحمد لله لم يقل أحدا بانها كانت ابنة الملك سنوسرت بل لقب يخص بالفعل الزوجة الرئيسية للملك.
الشعائر الدينية
النقطة الثانية:بانه لو دققنا من واقع النصوص المصرية بكل دقة نجد بان كل كاهنات امون كن يحملن لقب (الام المكلية اوالزوجة الملكية) حتى ولو كانت ابنة بتحمل أيضا لقب (الزوجة الملكية) لانها تقوم بوظائف الملكة الام في خدمة الاله،وهذا موضوع بعيد تماما عن الجنس والزواج الفعلى وما الى اخره من كتابات خاطئة في حق تاريخنا.
ثم نجد تمحور اوتحول في هذا الاسم الى (زوجة الاله او ابنة الاله) كما كان يحدث أحيانا.ومعنى ذلك هو لقب دينى رفيع المستوى وهل في العقيدة المصرية القديمة إشارة ولو حتى واحدة الى الجنس مثلا؟؟ وبعضا منهم كن متعبدات الهيات يقمن بممارسة الشعائر الدينية مثل (ماعت كا رع) ابنة الملك بسوسنس من الاسرة 21،وكانت على علاقة كبيرة بوالدها،وكانت أمها الملكة (موت نجمت) وهى ابنه كاهن امون الأكبر (بنجم الأول او بينوزم) وكان من الملوك الكهنة على صعيد مصر،فهل نتصور مثل هذه العائلة بان تتزوج الابنة ماعت بابيها لمجرد حصولها على لقب الزوجة الملكية؟؟ وهل كان في عقيدة امون مثل هذا الطرف الجنسى؟؟
رمسيس الثانى
وهل يتصور عاقل واحد في الدنيا ان الاميرة ميريت امون يمكن ان تتزوج من ابيها رمسيس الثانى بعد وفاة أمها؟؟هل رجل عاشق بشدة لزوجته نفرتارى يكون لديه رغبة حيوانية بان يتزوج من ابنتهما بعد وفاة الام؟؟اشك ان الحيوان نفسه وليس الانسان يمكنه ان يفعل ذلك!! بل في دراسة الطبيعة الحيوانية في بعض الفصائل الحيوانية،وهذا ليس مجاله ههنا لايمكن ان يقوم الذكر بنكاح ابنته اوالابن مع امه،ادرسوا حقائق الحياة وخاصة في علم الحيوان مثلا؟؟ وحتى اذا فعلها الحيوان فكيف يفعلها الانسان وهو سليل حضارة عريقة حضارة ماعت؟؟ ونفس الحال مع ميريت اتون واخناتون وغيرهن كثير،وهنا اسال كل علماء العالم بلا استثناء،لماذا هذا اللغط والقيل والقال مع الدولة الحديثة دون القديمة والوسطى؟؟
– حتى عندما ارجعتم هذا الامر الى القديم كعادة ملكية لم تدققوا في الدولتين بل كل تركيزكم فقط على الدولة الحديثة فلماذا؟؟ حتى في العصر المتاخر لم تركزوا فيه مع ان اشهر المتعبدات الالهيات كن في العصر المتاخر وخاصة 25 او 26؟؟ مع ذلك لم تثبتوا حالة واحدة فقط،فلماذا هذا الهرى في الدولة الحديثة فقط؟؟فهل من مجيب؟؟ فلا تقولوا وضوح النصوص،لان في الوضوح الكامل لهذه الوظائف والالقاب فيعود الى العصر المتاخر وليس في عصر الدولة الحديثة!!
النقطة الثالثة: ان دولة ماعت لا يمكنها ابدا ابدا بان يكون فيها هذا الامر والذى يخالف ناموس الطبيعة،ولو تذكرنا تعاليم ماعت منذ القديم من الزمان وتعاليم الصالحين في تلك الازمنة،سنجد ان الفكر المصرى الحقيقى يخالف ذلك تماما،وما ترجمه وكتبه الاجنبى وخاصة في موضوع الابن بالام او الأخ باخته.
بتاح حتب
فننظر في قول الحكيم (بتاح حتب) من عهد الاسرة الخامسة ومن ضمن أقواله الشهيرة (تزوج وابنى لك بيتا وزوجا وابعد عن المفاسد ودنو الاخلاق) ماذا كان بقصد كلمة دنو الاخلاق ههنا؟؟ اليس من دنو الاخلاق مثلا زواج الاب بابنته اوالأخ باخته؟؟
وكذلك تعاليم الحكيم (خيتى بن دوا أوف) من عهد الاسرة 12 والملك امنمحات الأول ومن ضمن أقواله الشهيرة وهى من اعظم التعاليم في الدولة الوسطى على الاطلاق بل تغالى فيه البعض وقالوا ربما يكون هو نفسه سيدنا يوسف عليه السلام (اذا اتبعت هذه التعاليم اكون قد وضعتك على الطريق الصحيح للاله ولن تقاسى الالام فى حياتك وستصل بها الى اعلى وظيفة فى البلاد بل ستكون فى المجلس الاعلى للحكام) فهل وجدنا من هذه التعاليم مثلا اباحة زواج الاب بابنته او الأخ باخته؟؟
وكذلك في عهد الدولة الحديثة وما أعظمه من حكيم علم العالم القديم كله،بل الدنيا كلها وهو الأشهر تاريخيا (امنوبى او أمون إم أوبى) وما اكثر تعالميه التي هزت الدنيا وأقيمت لهذه الشخصية المؤتمرات الكبرى في أوروبا ليعرفوا من هو وكيف اتى بمثل هذه التعاليم.وهنا نأتى الى مقولة زواج الاب او الابن باخته ونعرف كيف حدث ذلك،ولكن هذا سيكون بالتفصيل في مقالنا القادم باذن الله…تابعونا.