ساويرس عن أحداث منطقة الأهرامات : وزارة السياحة عارفة كل حاجة
نجوى سليم

سنوات عديدة أنتظرها محبي الآثار المصرية لتطوير منطقة الأهرامات، والتي كانت تمثل حلم يراود الجميع، لكونها منطقة فريدة لا مثيل لها، وتضم أحد عجائب الدنيا السبع، ولكن بعد طول انتظار جاء التطوير والذى حمل الكثير من المفاجأت وعلامات الأستفهام، والذي تغير من تطوير لجذب الحركة السياحية والحفاظ على الحضارة المصرية إلى حالة التشوية البصري والأسراع فى هدم الأثار المصرية والذى عاصرت وعاشت أصعب التغيرات المناخية والعوامل الفسيولوجية.
منذ عدة أيام تقريبا خرج علينا مسئولي وزارة السياحة والأثار وعلى رأسهم الوزير والشركة المسئولة عن عملية التطوير واعلنوا عن تشغيل تجريبي للمكان، والذى حدث كان مفاجأة بكل المقاييس خاصة وأن اليوم ألأول من التشغيل، كان عبارة عن فوضى حقيقية، ناهيك عن الحفلات الصاخبة التى تم أستضافة فيها مطربين من كل فج عميق.
التقرير التالي استطلعت “اخبار السياحة” رأي الخبراء والمتخصصين فى الأثار للوصول إلى حقيقة الأمر
وفي البداية يقول ناصر النوبي مرشد سياحي إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات من أهم المشروعات التي كنا نطالب بها، لما له من مردود علي المحافظة على الآثار بالإضافة إلى تحسين التجربة السياحية بشكل عام، الأمر الذي يصب في مصلحة الدولة وتحسين ميزانيتها، ولكن ما تم من تطوير وما تلاه من تحكم الشركة المطورة في طريقه تشغيل المنطقة، اظهر معوقات عديدة، وبدأت المشكلة نتيجة عدم الاستعانة بأهل الخبرة، حيث قامت الشركة بمنع دخول الحافلات السياحية الي المنطقة واستعانة فقط بالسيارات الخاصة بها، الأمر الذي رفضه جمهور المرشدين السياحيين، لما له من مردود سئ علي وقت الرحلة وإرهاق السائحين.
ناصر النوبي: التشغيل التجريبي لتطوير الأهرمات كارثة
“النوبي” وصف الافتتاح التجريبي بأنه كارثة حقيقية خاصة وأن اليوم الأول شهد حالة زحام شديد، وأن الحافلات التي توفرها الشركة غير كافية وهو ما ادى زحام شديد، و طوابير من السائحين تنتظر دخول الهرم ومع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة أن المنطقة تأخذ طابع المناخ الصحراوي ترتب على ذلك حالات اغماء و إرهاق بين السائحين، وقد رصد العديد من الزملاء الحالات بالصوت والصورة، فضلاً عن تعطل زمن الرحلة، كما أنه لا توجد مراعاة لذوي الاحتياجات الخاصة ، حيث فوجئ الجميع بأحدى السائحات الإنجليزيات لا تستطيع السير، والعبور وانتظار الطابور.
و أشار إلى انه مع ضغط الاعداد الكبيرة من السائحين تم السماح بدخول الاتوبيسات التي تقل 25 سائح فما فوق وتم منع الأقل من ذلك، مؤكداً أن ذلك لا يكفي لأن مازالت الأعداد كبيرة، والمشكلة قائمة، لافتاً إلى أن جموع المرشدين مع التطوير، ولكن يوجد خطأ في التشغيل ولابد من إدراكه حتي لا نفقد اهم أثر يجذب السائحين في الخارج وهو الهرم الأكبر الذي له شهرة واسعة، وهو أحد عجائب الدنيا السبع، مشدداً علي ضرورة أن تقوم الشركة المطورة بعقد إجتماع مع بعض المرشحين السياحيين للإستفادة من أهل الخبرة.
النواب مازلنا في التجريب
النائبة نورا علي رئيس لجنة السياحة والطيران المدني في مجلس النواب أكدت ان الوضع لا يزال فى بداية التشغيل التجريبي وانها زارت موقع الأزمة، موضحة أنها من خلال هذه الجولة شاهدت الأمور تسير بشكل جيد والتطوير وضع منطقة الأهرامات علي الطريق الصحيح الذي حلم الجميع به
وأضافت أن رحلتها المفاجئة كانت تجربة ممتازة، لافته إلي أنها لم تجد اي عراقيل او تجمعات كما يقال، مشيرة إلي أنها لا تعرف السبب الرئيسي وراء كل الفيديوهات التي تقوم جماعة المرشدين ببثها بشكل يومي علي موقع التواصل الاجتماعي.
كما أوضحت رئيسة السياحة و الطيران المدني، أنها تعاملت مع الموقف بجدية، حيث عقدت اجتماع ضم شيوخ المهنة و ممثل وزارة السياحة و كذلك الشركة المطورة، و تم الخروج بعدد من التوصيات في محاولة لإنهاء الأزمة.
اتوبيسات غير مؤهلة
هدي راضي مرشدة سياحية قالت أنها تقابلت مع النائبة نورا علي قبل اجتماعها مع شيوخ المهنة، واكدت لها تضامنها الكامل مع المرشدين السياحيين، ولكنها فوجئت بأن رئيس لجنة السياحة والطيران غيرت موقفها تجاه المشكلة، بدون ابداء اسباب حقيقية.
وتروي راضي أنها من أوائل المرشدين التي توقعت حدوث مشاكل نتيجه عدم دخول السائحين بالاتوبسات الخاصة بهم مؤكدة أن اتوبيس السائح هو بيته الثاني بكل ما تحمله الكلمة، فهو يشعر بالأمان والاستقرار به، حيث يضع متعلقاته الشخصية وسط مجموعته السياحية التي جاء معها من بداية الراحلة، والمرشد السياحي هو من يقوم بإدارة الرحلة والحافلة، فهو يسيطر علي المجموعة بداخلها، وفي حالة الطوارئ أو إذا حدثت مشكلة صحية أو نفسية يتم التعامل فورا في الأتوبيس الخاص بالرحلة ، موضحة أن ذلك لا يحدث في حالة فرض الشركة المطورة اتوبيساتها الخاصة بها، وذلك يجعل من التجربة السياحية غير مرضية ويعطي انطباع سئ لدي السائح.
هدي راضي: زيادة نسبة التحرش بالسائحات بعد تشغيل المنطقة
و تفجر المرشد السياحة مفاجأة من العيار الثقيل عندما تقول ان حافلات الشركة المطورة المنصوص عليها في العقد التي يطلق عليها الشتر باص، الشركة لا تستخدمها الان، وتعلل ذلك بأن هذه الحافلات تحتاج لكهرباء للتشغيل، مؤكده أنها تستعين بحافلات رديئة لا تليق بالسائح ، حيث تفتقر عدم وجود مكيف هواء ورائحتها غير جيدة وتحتاج إلى صيانة فضلاً عن عدد المقاعد غير كافي، موضحة: ” احنا بنعذب السائح القادم لينا، والسياحة في خطر”.
ساويرس السياحة على علم باحداث منطقة الأهرامات
وسردت راضي بعض المشكلات التى واجهتها داخل هذه الحفلات هي وزملائها منها فقدان متعلقات خاصة بهم، وسرقة، بالإضافة إلى التحرش بالسائحات، والتراشق بالألفاظ بين جنسيات مختلفة نتيجة عداء بين الدول مثلما حدث مع رحله كانت برفقتها من الروس ودخلت بهم علي متن اتوبيس الشركة المطورة وكان بها سائحين اوكران، وبالطبع حدث مشادات كلامية كثيرة، نتيجة الحرب الدائرة بين روسيا و اوكرانيا.
وأكدت راضي أنها تواصلت مع المهندس نجيب ساويرس مالك الشركة المطورة للمشروع، مع بداية الأزمة، وكان مسمتع جيد، ثم كانت الاجابة منه صادمة عندما جاء رده، بأن وزارة السياحة وبعض مؤسسات الدولة علي علم بذلك”، مشيرة بأنها علي يقين أن هذا التصريح ليس دقيقاً وأنه من المستحيل أن تكون وزارة السياحة وهي المنظم الاول لدخول السائح، أن توافق على تشويه سمعة مصر السياحية.