[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

محمد عبد اللطيف يكتب: سياحة فى عوالم مجهولة (2)

لا يخفى على أى متابع أن الظاهرة، لم تتوقف عند حدود الفئات التى تريد القفز على الفقر، أو التدنى الوظيفى، فهى إمتدت إلى الفئات الأخرى، ممن يطلق عليهم “كريمة المجتمع” من أصحاب الثروات والوظائف المرموقة، فهؤلاء يبحثون عن بريق أكثر لمعاناً، أو سوليفان يغلفون به مراكزهم، خصوصاً فى المدن الكبرى.

كما أن الـ “هوس” تجاوز التنقيب فى أوراق بالية، يطلقون عليها “جرد”، وإمتد إلى مناح أخري متنوعة لا يستطيع أحد ملاحقتها، أو إثبات صحة محتواها، المقصود هنا القصص المتناثرة على الشبكة العنكبوتية.

كما شهدت الأونة الأخيرة زخماً لمجموعات “جروبات” على موقع التواصل الإجتماعى “فيسبوك”، تضم أفراداً من عائلات وأُسر يعيشون فى كافة أرجاء المحروسة، يجمعهم تشابه الأسماء أحياناً، والشهرة المُكتسبة من الحرف والوظائف فى كثير من الأحيان، لكن هل هم أقارب بالفعل؟ أم أنها محاولات للبحث عن عزوة؟ أم أنه مسعى لتعويض نقص؟.

وثمة فارق كبير جداً بين الأسماء الحقيقية، التى تندرج تحتها مسميات العائلات، وأسماء الشهرة، لكن تلك الفروق الجوهرية توارت خلف تنامى الـ “هوس”، وصارت مسميات الشهرة المكتسبة من الحرف والوظائف، ورقة يمسك بتلابيبها بعض المنتمين إليها للترويج بأنهم عائلات وقبائل ممتدة بطول البلاد وعرضها.

وفى سياق حديثنا عن العائلات، لآبد من التأكيد على جوانب مهمة، يجب أن لا تغيب عن أذهاننا، مفادها أنه من غير المقبول أو اللائق، الإستهانة بالعائلات، أو التقليل من شأن بعضها، لأى سبب كان، فالأمر لا يعدو كونه إلقاء الضوء على ظاهرة لافتة للأنظار، ولا تعبر عن مفهوم الإنتماء “الوطنية”، عبر التباهى بأن الجزور تمتد إلى البلدان العربية الشقيقة، رغم أن مصر عبر التاريخ، كانت قبلة للهجرات والنزوح الجماعى، جراء الحروب والإحتلال الأجنبى، عاش فيها المماليك والأتراك والغجر والأكراد والأرمن، نزحت إليها جماعات من بلاد المغرب واليمن والسودان وبلاد القوقاز، ولا يمكن إغفال أن غالبيتهم إستقروا هنا، أما التفاصيل فانتظروها فى الحلقات القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى