إيمان نجم تكتب: تجربتي في الأكاديمية الوطنية للتدريب
لقد كانت رحلتي المهنية في الجهاز الإداري للدولة حافلة بالتجارب القيمة والدورات التدريبية المتنوعة. إلا أن فترة التحاقي ببرنامج تأهيل قادة مصر الرقمية في الأكاديمية الوطنية للتدريب كانت من أبرز المحطات في مسيرتي. بل وانا اعتبرها رحلة في عالم القيادة الرقمية.
هذا البرنامج، الذي جاء ثمرة توقيع تعاون مثمر بين معالي الوزيرين الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حرصا منهم علي صقل مهارات القادة وتزويدهم بأحدث الأدوات والمعارف اللازمة لمواكبة التطورات الرقمية المتسارعة.
-تعتبر الأكاديمية الوطنية للتدريب، أو (NTA) كما يطلق عليها، مؤسسة تعليمية متخصصة وصرح تعليمي متميز يسعي إلى تطوير الكوادر البشرية وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة للارتقاء بمسيرة التنمية في مصر. NTA ) تلك المبني التعليمي المبهر المشيد علي مساحة ٥٠٠٠ متر مربع بمنطقة الشيخ زايد بحي ٦ اكتوبر ، هيئة عامة اقتصادية مصرية تأسست عام ٢٠١٧ تابعة لرئاسة الجمهورية وقد أدهشتني البنية التحتية المتطورة للأكاديمية، والتي تضم قاعات محاضرات مجهزة بأحدث التقنيات، ومختبرات حاسوب، ومطاعم ومكاتب إدارية، فضلاً عن حدائق خلابة تمنح المتدربين بيئة تعليمية مريحة وملهمة.
ثم نجد انها تمنح العديد من البرامج التدريبية التنموية المتنوعة لموظفي الجهاز الإداري للدولة و تهدف ايضا لتلبية متطلبات التدريب لمختلف المؤسسات ، ومنظمات القطاع الخاص فيما يتعلق بتأهيل وتطوير المهارات المهنية لموظفيهم وتمكينهم من أداء عملهم بطريقة تعكس زيادة مستويات الإنتاجية والكفاءة. كما تقدم العديد من البرامج للقيادات والشباب والمرأة بالإضافة الي المبادرات والمساهمات والبرامج الرئاسية جميعها لتحقيق التنمية المستدامة خاصة البشرية.
–
تجربة فريدة مستوحاة من المدرسة الوطنية للإدارة بباريس
-ما لفت انتباهي بشكل خاص هو التشابه الكبير او التوأمة بين الأكاديمية الوطنية للتدريب والمدرسة الوطنية للإدارة بباريس او (L’ENA). فقد قضيت عامًا دراسيًا في هذه المدرسة الفرنسية العريقة، وحصلت على دبلوم في إدارة الأعمال. وعند التحاقي بالأكاديمية المصرية، شعرت وكأنني عدت إلى بيئة تعليمية مألوفة، بكل تفاصيلها وطرقاتها ونظافتها حتي الأدوات والمناضد والحوائط إلا أنها كانت أكثر دفئًا وحميمية بفضل الضيافة المصرية الأصيلة والروح التعاونية التي تسود بين الموظفين والمتدربين بالاصافة الي وجود فرع شهر عقاري لخدمة المتدربين.
-كان البرنامج التدريبي وهو برنامج تأهيل قادة مصر الرقمية الذي التحقت به غنيًا بالمعرفة والتجارب العملية. فقد تميز بتنوع المحاضرين وخبراتهم الواسعة، وتفاعلهم المستمر مع المتدربين. كما كان هناك اهتمام كبير بتطوير المهارات القيادية، لدينا مثل اتخاذ القرارات وحل المشكلات والتواصل الفعال. اما الاقتصاد الرقمي والملكية الفكرية كان له نصيب الأسد في الاستحواذ علي المستوي الفكري لدي وقد استفدت بشكل كبير من المناقشات الجماعية والأنشطة التفاعلية التي ساعدتني على توسيع مداركي وتكوين علاقات قوية مع زملائي من مختلف الوزارات والمؤسسات.
ومن الجدير بالذكر أن الأكاديمية الوطنية للتدريب تتمتع بقيادة نسائية ملهمة، حيث تتولى الدكتورة رشا راغب منصب المدير التنفيذي للأكاديمية. بكل ما تعنيه الادارة الرشيدة من كلمة إن وجود قيادات نسائية قوية في مثل هذه المؤسسات يعكس التقدم الذي تحرزه المرأة المصرية في مختلف المجالات.
ختامًا عزيزي القاريء
اقدر اهتمام و مجهودات معالي وزير الثقافة المصري والامين العام للمجلس الاعلي للثقافة لملف بناء الانسان والطاقة البشرية و تمكين الشباب.
واثمن جهود كل فرد من الكوادر العاملة بالأكاديمية الوطنية للتدريب بجمهورية مصر العربية بدءًا من القيادة الرشيدة مرورا بالسادة الاساتذة المحاضرين و المشرفين وصولًا إلى أصغر موظف. الذين بذلوا جهودًا كبيرة لجعل هذا البرنامج تجربة ناجحة ومثمرة. جعلني اتطلع إلى تطبيق ما تعلمته في عملي المستقبلي.
كما أشيد بالمستوي العملي المتميز الذي اداه السيد احمد صبري مدير المشروعات يمكتب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صاحب الوجه البشوش والمشرف علي البرنامج . إنني أقدر المستوى الرفيع من التنظيم والكفاءة والاحترافية الذي لمسناه في كل ركن من أركان هذه المؤسسة العريقة. ان ما رأيناه من انضباط واتقان الذي يبعث على الفخر هما انعكاس لوعي واهتمام كل فرد منكم. لكم مني جزيل الشكر والتقدير والامتنان.
– ورسالتي لكل القائمين علي هذا الصرح العظيم انني أتمنى للأكاديمية دوام التقدم والازدهار، وأن تواصل تقديم برامجها المتميزة التي تلبي احتياجات الطلاب والمؤسسات المحلية والدولية. وأدعو إلى تكثيف الجهود التسويقية لجذب الطلاب من مختلف أنحاء العالم، خاصة من دول الخليج وأوروبا. كما أؤكد على أهمية تقديم المزيد من المنح الدراسية النوعية لجذب الطلاب المتميزين. من جميع أنحاء العالم وتعزيز مكانة مصر الريادية في مجال التعليم على المستوي الإقليمي والدولي .”