[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

إيمان نجم تكتب: العريش.. نافذة سيناء على الإبداع والسياحة

شهدت مدينة العريش، عروس سيناء، فعالية ثقافية فريدة من نوعها، حيث حطّت قافلة المجلس الأعلى للثقافة رحالها، برئاسة الأمين العام أ.د. أشرف العزازي، وبرعاية كل من أ.د. أحمد فؤاد هنو واللواء د. خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، وبالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة. نظم المجلس الأعلى للثقافة – الإدارة المركزية للشؤون الأدبية والمسابقات – برنامجًا خاصًا بملتقى الشباب في شمال سيناء، خلال الفترة من 12 إلى 14 ينايرً وذلك حرصا من امين عام المجلس علي تنفيذ اخد بنود استراتجية وزارة الثقافة وهي إيصال الخدمة الثقافية الي المبدعين في جميع محافظات مصر وخاصة المناطق الحدودية والنائية .

يتميز هذا الملتقى الثقافي ببساطته الظاهرية، لكنه يحمل في مضمونه ورسالته معانيَ وقيمًا عظيمة. من إبراز المواهب الشبابية و التفاعل بين القامات الثقافية الكبيرة والصغيرة و ترسيخ الأهمية الكبري للإبداع وتعزيز هويتنا الثقافية باعتبارها الأولوية في حياتنا وفي النهاية الفن وما يلعبه من دور أساسي في السمو الوجداني ومواجهة التحديات.

ما لاحظته بشدة تنعم مدينة العريش بأمن وأمان كاملين، وهو ما يُحسب للقيادة السياسية التي وفرت لهذه المنطقة هذا الاستقرار بعد صراعات جيوسياسية أثّرت في سكانها، وصنعت من غالبيتهم مبدعين وشعراء وكتابًا ومُلهمين.


كانت أولى فعاليات الملتقى زيارة قام بها أ.د. أشرف العزازي، ووفد وزارة الثقافة المرافق له، إلى متحف التراث السيناوي، الذي يحتضن كسوة الكعبة المشرفة، ويحوي ايضا منتجات تراثية تبرز هويتنا ثم زيارة ميناء العريش البحري اخدي المشاريع المهمة التي قامت بها الدولة المصرية ومشاهدة فيلم وثائقي عن مراحل تطوير الميناء حتى عام 2025، ليصبح قادرًا على استقبال أكبر الحاويات العالمية.

في المساء، أُقيمت أمسية شعرية شارك فيها 25 شابًا، ألقوا قصائد بالفصحى والعامية بكفاءة عالية. تلا ذلك افتتاح معرض للفن التشكيلي لفناني مدينة العريش. انتقلت القافلة بعد ذلك إلى مركز بئر العبد، حيث موقع حادث جامع الروضة الشهير.

هناك، في مكتبة نجاح للأدب والطفل، اجتمع شعراء البادية وألقوا أشعارهم البدوية والعربية. يُظهر هذا التنوع الثقافي جمال المنطقة، حيث تجد في كل مكان ممثلين للمثقفين يحتضنون المواهب ويرعونها، ويؤسسون لهم أماكنَ للتواصل، مثل النائب المثقف سلامة الرقيعي عن بئر العبد ، الذي يجمع أكثر من 40 شاعرًا في مساحة صغيرة، ما يكشف عن كنوز الإبداع الخفية في المنطقة.

ويرجع نجاح هذا الملتقى إلى وجود جنود مخلصين يعملون على خدمة المبدعين، حيث تجد في كل مكان رسولًا أو ممثلًا للثقافة يُبرز المواهب ويرعاها، مثل الاستاذ الدكتور الكاتب والطبيب ابن العريش د صلاح سلام ذاك الطبيب العاشق لمسقط رأسه والذي لا يتردد ان يقدم اي عون لخدمة ابناء مدينته اما الرسميين مثل د. شعيب خلف، وكيل وزارة إقليم القناة وسيناء، وأ. أشرف المشرحاني، مدير عام فرع ثقافة شمال سيناء، وعدد من الشخصيات المحلية والتنفيذية بالمحافظة فحدث ولا حرج
ضم المعرض أعمالًا فنية لفنانين تلقائيين، وفنانين حاصلين على منحة التفرغ في مجال الفنون من المجلس الأعلى للثقافة من أبناء العريش، بالإضافة إلى رسومات الأطفال نتاج ورش الفنون بعنوان “سيناء بعيون أطفالها”، ومشغولات يدوية وحرف بيئية وتطريز سيناوي.

عقب افتتاح المعرض، ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة كلمة رحب فيها بالحضور، وعبر عن سعادته والوفد المرافق له بتنظيم هذا الملتقى الثقافي الذي جاء ليكشف عن مواهب العريش الإبداعية الجديرة بالتحفيز والاهتمام. كرّم أ.د. أشرف العزازي الموهوبين في الشعر والأدب والفن التشكيلي من أبناء مدينة العريش، واختُتم الحفل بعرض فني لفرقة العريش للفنون الشعبية، التي قدمت فقرات متنوعة منها الدبكة السيناوية والسامر و الدحية المبهرة .

استمر برنامج الملتقى الثقافي لليوم الثالث، حيث انتقلت الفعاليات إلى مكتبة النجاح في مركز بئر العبد، والتقى وفد المجلس الأعلى للثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافة بـ 23 شاعرًا من قبائل وعوائل البدو، الذين ألقوا قصائد من الشعر البدوي. قام المجلس الأعلى للثقافة بتوزيع شهادات التقدير على الشعراء تكريمًا وتقديرًا لموهبتهم و في مثل هذه الملتقيات نجد متطوعين مصريين يعشقون أرض هذا الوطن يقدمون يد العون للمبدعين خاصة في هذه البقاع من أرض الوطن نصل الكاتب وابروائي صابر الجنزوري والشاعرة الدكتورة سحر كرم عبد الرحمن الذين يحرصوا ان يلحقوا بالقافلة بأنفسهم للتفاعل مع الحدث .ولا بد من ذكر فريق عملي المتميز منهم د اماني الجندي وبخيت عزوز.

ندعو المستثمرين ووزارة السياحة إلى توجيه أنظارهم إلى هذه المنطقة، ووضع خطة للدمج بين الثقافة البدوية التي تجذب العالم، وبين السياحة. الانتباه الي فرقة العريش التراثية تُبهر العالم بعروضها نسعي ان نجعلها وغيرها من الفرق تجوب محافظات مصر. نحن بحاجة إلى نظرة وتشريعات لتسهيل دخول وخروج السائحين إلى هذه المنطقة البديعة الملهمة، العريش، سيناء، أرض السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى