الخبراء يرصدون مخاطر السوشيال ميديا
فاطمة ابو حسن
للعلاقات الإنسانية أثر كبير على الحالة النفسية والاجتماعية والثقافية في المجتمع الحالى ويجب أن تكون السوشيال ميديا دافع لزيادة العلاقات لا انقطاعها.
قالت الدكتورة ميرفت العمارة أستشارى علم النفس إن العلاقات الإنسانية اختفت من المجتمع بسبب السوشيال ميديا التى أصبحت مرض العصر وانقطعت الزيارات بين الأسر والمعارف، وأصبح يكتفوا برسالة قصيرة من الموبيل مما، أدى إلى الجفاء العاطفى بين جميع فئات المجتمع.
العالم الإفتراضى
وأضافت أن مع ظهور العالم الإفتراضى نجد بعض الشباب يعيشون فى هذا العالم لأنه يفعل ما يحلوا له دون علم أحد أو معرفتهم ماذا يفعل، مؤكدة أن اختفاء العلاقات الإنسانية هو السبب في وجود فجوة في المجتمع، وأن السوشيال ميديا ما هى إلا عرض والالتجاء إليها ما هو إلا هروب من واقع لا يريده، وذلك يرجع إلى عدم معرفة هؤلاء الابناء كيفية التواصل الاجتماعي.
اختفاء العلاقات الإنسانية
وأوضحت أن من الواجب أن تتكاتف الدولة ،الدين،الأسرة لأن كلا منهم يساند الآخر وإذا سقط ضلع انهارت باقى الأعضاء ،لأن ذلك سيؤثر على السلوك فى جميع الجوانب الحياتية، مؤكدة أن السوشيال ميديا كشفت عن النقص الموجود فى الحياة من اختفاء العلاقات الإنسانية فى المجتمع ككل، وأنه يجب زرع القيم والأخلاق فى الأبناء من الصغر وتعريفهم كيفية التعامل مع المجتمع الخارجى حتى لا يصطدم بما يراه، فالاستعمال الزائد للسوشيال ميديا له يؤثر على الحالة الاقتصادية.
أمراض السوشيال ميديا
واوضحت الدكتورة مرفت العمارى أن الأمهات حاليا لا يقومون إلا بأرضاع أولادهم وتنظيفهم فقد لا يقومون باللعب معهم بسبب انشغالهم بالجلوس على الموبيل مما أدى إلى إصابة كثير من الأطفال بمرض التوحد.
قرية صغيرة
ومن جانبه أكد الدكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع أن السوشيال ميديا لها أثر على شكل التفاعل بين الناس وأن لابد من اللقاء المباشر الذى يزيد من الألفة والمحبة والمودة بين أفراد المجتمع بشكل عام ، حيث أصبح اللقاء بين أفراد الأسرة من خلال رسائل الموبايل لا لقاءات ولا حوارات متبادلة لكى يحدث تفاعل مشترك بينهم،وان السوشيال ميديا أصبح لها تأثير على أفكار الشباب بشكل كبير ، من خلال التعلق بها أكثر من اللازم .
واوضح أن السوشيال ميديا بنك من المعلومات إذا استخدم بطريقة صحيحة ومفيدة،ويجب الرقابة من داخل المدرسة وأيضا البيت حتى لا يحدث خلل فى أفكار الشباب بشكل عام ،لأن عالم الأنترنت واسع وليس كل ما هو متاح لديه يجب الإطلاع عليه، فيوجد مواقع إباحية ومواقع ثقافية لا يجب الإطلاع عليها وذلك من جانب الأدب وليس له علاقة بالثقافة العامة.
وتابع: “اننا أمه وسطية بمعنى أننا يجب أن نطلع على ما يفيدنا لا أكثر ،من جانب معرفى وثقافي ونحاول قدر الإمكان أن نهتم بالتفاعل الأسرى على الأقل يوم فى الأسبوع كما كان يحدث قبل انتشار السوشيال ميديا ،وان لا تكون العلاقة تفاعلية مباشرة وذلك من أهم الجوانب الإيجابية|، موضحا: ” لا يجب أن ننتظر المناسبات الخاصة لكى تتجمع الأسرة،وأن العالم بعد أن أصبح قرية صغيرة يجب أن نستفيد من كل هذة الثقافات والحضارات التى تنير العقل وتفيده بشكل كبير ،وبما أننا مجتمع شرقى ينادى للمحبة والسلام فيجب أن نحافظ على جانب التفاعل الوجداني فى كل المناسبات”.
وأشار إلى أنه يجب تشديد الرقابة على الشباب بشكل كبير من كل الجوانب المتعلقة بالمجتمع،وأن تتكاتف، الأسرة، والدولة،وأهل الدين، لتعريف الشباب بكيفية معرفة التعامل مع هذة الثقافات المختلفة، لأن اختفاء العلاقات الإنسانية أثر على شكل العلاقة بين أفراد الأسرة ككل.