[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

ميادة سيف تكتب: اللقاءات الرئاسية في الشوارع رسائل للخارج و الداخل

لم يذكر التاريخ أن أيًا من رؤساء جمهورية مصر العربية سوي الرئيس السيسي الوحيد الذي قام بزيارة منطقة الحسين وخان الخليلي، والتنزه بين أبناء الشعب المصري بهذه البساطة واللُّطف، فقد جاء هذا المشهد بصحبة أحد أهم زعماء الدول الكبرى الرئيس ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية حيث تجول الزعيمان في تلك المنطقة الشعبية العريقة وكأنهما شخصان عاديان، يشعران بالاطمئنان والأمان داخل مصر ، في مشهد يعكس حالة فريدة من الامن و الوحده كما ان هذه الزياره تحمل العديد من الدلالات السياسية والاستراتيجية والثقافية و سوف يسعي الكاتب خلال هذا المقال الي اظهار بعض النقاط الهامه حول هذا المشهد الفريد .

-رسالة استقرار وأمان

الظهور في منطقة مكتظة بالسكان والسياح يرسل رسالة واضحة عن استقرار الأوضاع الأمنية في مصر، فهذه رساله مهمه جدًا في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهه البلاد، حيث تسعى مصر دائمًا إلى طمأنة العالم بأنها بيئة آمنة للاستثمار والسياحة كدولة مستقرة وأمينة على الأمن الإقليمي، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد اضطرابات متزايدة والظهور في منطقة (مثل خان الخليلي) يعكس رسالة قوية عن استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد ، فهذا الاستقرار مهم جدًا للغرب، الذي ينظر إلى مصر كشريك استراتيجي في مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فلدول الغربية تعتمد على مصر كحليف رئيسي في الحفاظ على الأمن الإقليمي، خاصة في ملفات مثل ليبيا وسيناء والحدود مع غزة ورسالة التصدي للتطرف والإرهاب فالدول الغربية تعتبر مصر خط الدفاع الأول ضد الإرهاب في المنطقة، وبالتالي تدعمها سياسيًا واقتصاديًا.


-البعد الاقتصادي والسياحي

خان الخليلي هو وجهة سياحية شهيرة، سواء للسياحة الداخلية أو الخارجية فالزيارة المشتركة قد تكون رسالة غير مباشرة لتشجيع السياحة الفرنسية إلى مصر، خاصة في ظل الجهود المستمرة لتنشيط القطاع السياحي بعد التحديات التي واجهته في السنوات الأخيرة فالظهور في سوق تقليدي يُبرز أهمية الصناعات اليدوية والحرف التقليدية في الاقتصاد المصري هذا قد يكون له تأثير إيجابي على تسويق المنتجات المصرية في الأسواق الفرنسية والأوروبية.

الهدف:

جذب المزيد من الاستثمارات الغربية إلى مصر، خاصة في ظل الجهود المستمرة لتحديث البنية التحتية وتنويع الاقتصاد فالدول الغربية تبحث دائمًا عن فرص استثمارية جديدة في الأسواق الناشئة والسياحه المصرية باعتبارها واحدة من أكبر الاقتصادات في المنطقة، تسعى لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.

– البعد الاجتماعي والإعلامي

المنطقة التي زارها الرئيسان تتميز بطابعها الشعبي والمتنوع ثقافيًا ودينيًا فهذا يعكس رسالة عن الوحدة الوطنية في مصر، حيث يتعايش المسلمون والمسيحيون في مجتمع واحد،و التواصل مع المواطنين العاديين، وإظهار أن الدولة لا تقتصر على النخب السياسية فقط، بل تهتم أيضًا بالمواطنين البسطاء، كما أن حضور رئيس فرنسي في مثل هذه المنطقة يعزز صورة مصر كدولة تجمع بين الحداثة والتراث و تبرز التواصل مع الشعب و تعزيز العلاقات الوطنيه و التاكيد علي السياده الوطنية و التواصل المباشر مع المواطن و دعم الشعب المصري لسياسه الدوله و تعزيز الثقه بين الرئيس و المواطنيين ، ومثل هذه الزيارات غالبًا ما تحظى بتغطية إعلامية واسعة، سواء في مصر أو فرنسا وتساعد في تسليط الضوء على العلاقة القوية بين البلدين، وخلق صورة إيجابية لدى الجمهور العام.

-البعد الاستراتيجي و العسكري

على الرغم من أن الزيارة كانت ذات طابع ثقافي وشعبي، إلا أنها غالبًا ما تكون جزءًا من برنامج أوسع يتضمن توقيع اتفاقيات استراتيجية أو مناقشة قضايا إقليمية ودولية فالظهور في مكان شعبي يهدف إلى تخفيف الجانب الرسمي لهذه اللقاءات، وإظهار الجانب الإنساني للقادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى