[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: العناني ومنظمة السياحة العالمية

قرأت خبراً منشوراً بقصد، أقرب منه إلي الإعلان مفاده أن منظمة السياحة العالمية قامت بتعيين وزير السياحة، والآثار المصري الأسبق خالد العناني سفيراً للسياحة الثقافية في العالم، وفي الواقع لم أفهم شيئا، ربما لعدم وجود سبب واضح لنشر هذا الخبر، وأدعي أن هذا الإعلان لا يفيد” العناني “، نفسه.

بإمعان شديد لا تجد لهذه المنظمة العالمية أي إنجازات علي مستوي العالم ولم تضبط يوما بعمل مفيد، مثلها مثل أي منظمة دولية تملك أجندة لا تتضح لمواطن مثلي، حاولت البحث عن دور لها فلم أجد سوي الاحتفال بيوم كل عام اسمه ” يوم السياحة العالمي “، ولا أفهم المغزي من هذا اليوم العالمي سوي أنه يخدم شريحة النخبة العالمية، والتي تملك علاقات واسعة المدي والنفوذ في كيانات غير معلنة ولا تهم المواطن البسيط في أي دولة في العالم، ولا حتي راغبي السفر وقضاء الإجازة.


المنظمات الدولية عبارة عن كابل فرعي من كابل رئيسي اسمه الأمم المتحدة التي لا تستطيع تنفيذ قرار ضد رغبة الصهيونية العالمية، ولا ضد الأمريكان وقراراتها لا تنفذ سوى علي الضعفاء في الأرض من شعوب العالم الثالث، وإفريقيا.

الدكتور ” العناني ” له علاقات واسعة بحكم منصبه الوزاري في مصر ومرشح لرئاسة اليونسكو إحدي فروع ” الأمم المتحدة “، وله علاقات واسعة بالفرنسيين ويعمل معهم منذ سنوات طويلة، ويملك قبولاً لدي دوائر عديدة داخل المجتمع الفرنسي ، وأيضا يملك دعمهم في هذا الشأن.

والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هذه الظروف التاريخية ماذا قدم خالد العناني كوزير للسياحة والآثار في مصر؟.
في ظني أن كثيرين من مريديه شخصياً لا يملكون إجابة واضحة، وفي تصوري أن ترشيح سيادته لهذا المنصب الدولي يحتاج إلى ملف به سابقة أعمال ، فهل قدم ملفاً به إنجازات مؤثرة قام بها في مصر داخلياً؟.


عندما تقدم فاروق حسني وزير الثقافة المصري الأسبق لنفس المنصب ذاته وكانت الحكومة المصرية تدعمه بشدة وخذلته بعض الحكومات العربية التي لها حق التصويت، قام بنشر ملف به أعمال عظيمة قام بها ولا سيما أن الرجل فنان تشكيلي عالمي وله علاقات واسعة بمؤسسات دولية في أوروبا وكان مهتما بالشأن الثقافي بكافة عناصره، ومفرداته، ويملك حضورا قويا لا يملكه “العناني ” فهل منظمة السياحة العالمية قررت مساندته في تولي هذا المنصب الدولي؟، ولماذا تقرر هذا في هذه الظروف الدولية الزاخرة بالأحداث السياسية والاجتماعية المعقدة في ظل توسعات الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية.


لا أفهم وجهة نظر هذه المنظمة التي لم تساند مصر إبان فترة الحظر التي تعرضت وتسببت في انحسار سياحي كبير في فترات سابقة، لم تصدر بيانا ولم تقم مؤتمراً، المنظمة من قبل قامت بتعيين الوزير الأسبق هشام زعزوع رئيساً للجنة الأزمات، والحق يقال أن الرجل ناضل كثيراً من أجل تحقيق الاستقرار المهني في فترة زمنية من أصعب الفترات التي مرت علي السياحة المصرية، وله إنجازات كبيرة.

هشام زعزوع كان وزير الأزمات، وتغلب عليها، ولست ضد ترشح خالد العناني للمنصب قولاً واحداً ولست معني به ولا تاريخه، وإن كنت أرى أن شخصاً بحجم ومكانة الدكتور زاهي حواس يستحق أن يتولي مثل هذا المنصب الدولي لسبب بسيط من وجهة نظري فالرجل قادر علي تحقيق منفعة لمصر ومساندة مصر في هذه الظروف الاقتصادية والسياسية الدولية، والدكتور زاهي حواس يملك حضوراً قوياً وتاريخاً طويلاً، وله مريدون في كل دول العالم ويستطيع المنافسة بشرف وقوة ويليق بمصر، ومكانتها التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى