[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: النيل شريان الحياة

يبدو أن المناهج الدراسية في كافة المراحل التعليمية وعلى مدار ما يزيد عن ستون عاماً كانت حريصة علي تقديم شبه معلومات حول تاريخ مصر القديم.

لم يكن “وصف مصر” لجمال حمدان متاحاً للجميع بإستثناء النخبة التي تسعى إلى المعرفة الحقيقية، والخروج من عباءة تغييب العقل الجمعي الممنهج.

وبدون أسباب معلومة للجميع، داخل المعابد وعلي جدرانها تستطيع أن تعرف أن النيل هو شريان الحياة ولم تكن هناك حضارة إنسانية بدونه، المصري القديم كان يسعى إلى المعرفة، واستطاع بذكائه وثقافته وشجاعته إستثمار ذلك في كافة مناحي الحياة.

كنت أؤمن سابقاً بأن الحضارة الإنسانية صناعة مصرية حيث بدأت بذورها علي هذه الأرض الطيبة، لكن لم أعرف أن الصراعات الإنسانية قد تمتد لأكثر من 7000 سنة، نقش المصري القديم علي جدران المعابد والقصور والمقابر حياته المهنية والسياسية والاجتماعية والدينية، انتصاراته وانتكاساته بدون خجل، ورثنا أعظم قيم إنسانية عرفتها البشرية، فشلنا في السير علي درب الأجداد ولم نستثمر هذه النجاحات العظيمة ولم نكتشف أسرار الحضارة المصرية وتفوقها بل فعلها الغزاة والإستعماريين ولصوص الأوطان، النيل شاهداً علي إنجازات تحققت، هذه كلمات قليلة جاءت علي لسان صديقي رجل الأعمال “محمد الحسانين”.


لم أعي ما يقول بقدر قناعاته، ربما المعايشة الحقيقية للتاريخ والتخصص، وربما لجهلي بتاريخ مصر القديم، ولست وحدي فأنا أنتمي لجيل لم تسنح له ظروفه المعرفة الحقيقية لفهم مثل هذه الكلمات، رحلتي من اسوان حتي الأقصر التي لم تنتهي بعد علي أحد الفنادق العائمة تيقنت معني كلمات صديقي وفهمت الإيمان الحقيقي لمقولة النيل شريان الحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى