أزمة إدارة قطاع السياحة

العالم أصبح علي المحك، صناعة الأزمات والكوارث أصبحت تؤثر على الاقتصاد العالمي ، نحن أمام واقع جديد، سياسيًا واقتصادياً واجتماعياً، المفردات الدولية والإقليمية والمحلية تواجه متغيراً في تفاصيل الأزمة والأحداث، القوالب السياسية أصبحت غير تقليدية والنظم الدولية أصبحت لا تواكب التطورات ومتغيرات صناعة الأزمات .
الواقع يفرض على دول تسعي لخلق فرص عمل وتنمية اقتصادية ومجتمعية إعادة هيكلة القوى البشرية والعمل علي تنمية مواردها التي تعمل على خلق بيئة استثمارية جديدة في كافة المجالات الحيوية.
صناعة السياحة والسفر احدى تلك المفردات التي تعرضت للتهميش وربما تواجه مشكلات كبيرة حسب بعض الدراسات والأبحاث المتخصصة في هذا الشأن ، تلك الطموحات التي اعلن عنها المقصد السياحي المصري من خلال الوزير احمد عيسى الممثل الحكومي لهذا القطاع، وهو العمل علي جذب ثلاثون مليون سائح في خلال سنوات قليلة وتحقيق عوائد مقابلها توازي ٣٠ مليار دولار .
أحلام مجردة من اي رؤية واضحة المعالم ولا تستند الى استراتيجيات واقعية لوزير لم يتجاوز عمره ثلاث شهور في وزارة السياحة، وهذا ليس تقليل من شأن الرجل ولكن في تصوري أن مثل هذة الأحلام تحتاج إلى أسانيد تتسق والمتغير الدولي الذي نعيشه، تجتاح الى خلق وعي كامل بعناصر وآليات عمل الكيانات السياحية في مصر ، والي إعادة هيكلة القطاع العام، والخاص وتحقيق الاستقرار.
الاتحاد المصري للغرف السياحية أصبح بلا مخالب ولا رؤية والقائمون عليه لم يقدموا شيئاً في مواجهة التحديات التي واجهة السياحة المصرية ولهم عذراً ربما ، الغرف السياحية كلها لجان معينة من قبل الوزير السابق، ولا تملك كل الصلاحيات لتحقيق أهداف الدولة التنموية في السياحة، القيادات التي تستطيع العمل في ظل الأزمات، والكوارث تراجعت للخلف خطوات عدة نظراً لتراخي تفعيل دور الاتحاد، والغرف من قبل وزير السياحة والأثار الأسبق، مصر بها كفاءات وطنية، وقيادات تستطيع أن تقوم بتحقيق الاستقرار داخل اتحاد الغرف السياحية وإجراء الانتخابات التي تفرز وجوهاً وشخصيات تعبر عن هذا القطاع الذي عانى كثيراً من غياب دوره الحقيقي للنهوض بقطاع السياحة المصرية.
الحكومة لديها دعماً كبيرا ًمن الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطاع السياحة وفي تصوري أن هناك تقصير متعمد داخل هذا القطاع للحفاظ على مصالح ومكاسب شخصية علي جثة الوطن ومصالحه، مصر بها قيادات وازمة إدارة وهذة إشكالية حقيقية يجب مواجهتها من قبل الحكومة، المصالح العليا للوطن أحد أهم أولويات الرئيس عبد الفتاح السيسي ويجب تجاوز كل المشكلات التي يعانيها القطاع السياحي نتيجة سيطرة حفنة من الشخصيات على مفاصله.