الأقصر تطور مزاراتها الأثرية

رضوان سلام

تواصل محافظة الأقصر تنفيذ خطة متكاملة لتطوير المناطق الأثرية وتشمل ترميم أجزاء من بعض المعابد والمقابر الفرعونية بما يمثل عنصرًا جاذبًا للسائحين.. حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة والعاملة بمعبد إسنا في الكشف عن عدد من النقوش والمناظر والألوان الموجودة فى الجزء الجنوبى الغربى من سقف المعبد والتى تظهر لأول مرة ، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمها وتنظيفها ، ضمن مشروع ترميم المعبد وإظهار ألوانه الأصلية .

أوضح الدكتور مصطفي وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، أن المناظر والنقوش التي تم الكشف عنها خلال المرحلة الحالية من المشروع تمثل أهمية كبيرة حيث أنها تمثل دورتى إله الشمس والقمر فى الليل والنهار خلال رحلتهما فى العالم الآخر .

وأضاف ” وزيرى ” أن من بين المناظر التى تم إظهارها منظر يمثل دورة إله الشمس والمعركة ضد أعدائه ، وآخر لرجل عجوز يرمز إلى الشمس أثناء الغروب ، بالإضافة إلى نقش آخر يمثل صف المعبودات الأيام القمرية مثل المعبود جب والمعبودة نوت ، وغيرها من النقوش التى تصور رحلة إلهى  الشمس والقمر فى العالم الآخر .

و قال الدكتور هشام الليثى رئيس الإدارة المركزية لمركز تسجيل الآثار المصرية ورئيس البعثة من الجانب المصرى أن البعثة نجحت كذلك فى التوصل إلى طريقة لمنع الطيور من بناء أعشاشها داخل المعبد، والتى أدت مخلفاتها إلى طمس معالم المعبد ونقوشه وألوانه مع مرور الزمن ، حيث تقدمت بمشروع للجنة الدائمة للآثار المصرية يهدف إلى منع الطيور من بناء أعشاشها على أسطح المعبد وأعمدته دون المساس بالأثر، وذلك عن طريق وضع أشواك من ” الاستلس استيل ” وقاعدة من الكروم ٣٦٥ مقاوم لحرارة المرتفعة والرطوبة والصدأ ، ويبلغ طول القطعة ٥٠سم تحتوي على مجموعة حزم من الأشواك سهلة التشكيل ، تؤدى إلى موت الطيور حال اقترابها منها .

أشار أحمد إمام مدير فريق الترميم أنه تم إجراء تجارب عملية مبدئية على العمود رقم 12 بالمعبد والتي أثبتت نجاح الفكرة ، ومن ثم تم البدء فى تعميمها على جميع أعمدة المعبد بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية .

ويقع معبد إسنا على بعد حوالى 100 متر من الضفة الغربية للنيل بمدينة إسنا .. ويعود تاريخه إلى العصر الرومانى ؛ حيث بدأ إنشاؤه فى عصر الإمبراطور الروماني كلاوديوس في القرن الأول الميلادى ، وإنتهى تزيينه بالنقوش فى عصر الإمبراطور ديسيوس بين عامى 251 -249 ق.م .. وكُرس المعبد لعبادة الإله خنوم فى هيئة الكبش .