[ الصفحة الأولى ]أخبار

وزيرة التخطيط: العلاقات المصرية الإماراتية تاريخية ووثيقة

نور أحمد

قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية إن هناك علاقات تاريخية وثيقة تجمع بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يجعلها تمثّل نموذجًا استثنائيًا للعلاقات العربية-العربية، نجح في الصمود في مواجهة مختلف الأزمات الاقتصادية العالمية والتغيرات الجيوسياسية على مستوى المنطقة العربية، والعالم.

وأوضحت الدكتورة هالة السعيد: كانت دولة الإمارات العربية الشقيقة من أولى الدول التي ساندت مصر في أكثر اللحظات التاريخية الفارقة في تاريخها المعاصر، في بادرة عكست ما كشفت عنه الوثائق التاريخية من امتداد مشاعر القومية العربية التي جمعت بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والشيخ زايد آل نهيان، والتي دفعت ناصر لتأييد حلم زايد في اتحاد السبع إمارات معاً لتصبح الإمارات العربية المتحدة التي نراها متلألئة في سماء العالم العربي اليوم، وهو ما أثمر عن حرص البلدين على التنسيق والتعاون المستمر، بما نتج عنه تطابق الرؤى حول مُختلف القضايا السياسية والاقتصادية والتنموية.

وأضافت في كلمتها خلال الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية، أن هناك تحديّات مُشتركة تؤثر على جهود تحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يدفعنا لاستهداف تعزيز أواصر هذه الشراكة الاستراتيجية المتميزة وتحقيق الاستفادة القصوى من فرص التعاون الواعدة المتاحة، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتنموية التي تُسهِم في تحقيق التنمية والنمو المستدامين في البلدين.

وأكدت أن في هذا الإطار، جاء حرص وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية على استمرار التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات تطوير الأداء المؤسسي والخدمات الحكومية والابتكار والتميّز، بما يدعم كفاءة مؤسسات الدولة في تقديم الخدمات وتصميم المشروعات التنموية المختلفة، حيث تكللت جهود الجانبين بإطلاق جمهورية مصر العربية جائزة مصر للتميّز الحكومي عام 2018، تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تهدف إلى نقل الخبرات والتجارب وأفضل الممارسات، ونستعد لإعلان نتائج دورة جديدة من الجائزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بما يُضيف إلى رصيد العلاقات المتنامية والمتميزة بين البلدين.

وتابعت السعيد: هذا كما شملت مشروعات التعاون المشترك بين الجانبين تعزيز آليات التحول الرقمي والتطوير المؤسسي، حيث أثمرت جهود الجانبين عن وضع استراتيجية متكاملة لتطوير الخدمات الحكومية، وإنشاء مجموعة مراكز خدمات مصر، التي سنشهد افتتاح أولها في مدينة أسوان قبل نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى الإنجازات المتحققة في ملف بناء القدرات الحكومية في مجالات تعزيز ثقافة الابتكار، والتوجيهات الاستراتيجية لاستشراف المستقبل وكذلك استراتيجية الاتصال الحكومي.

أردفت : يأتي في إطار أهمية العلاقة الاستراتيجية بين البلدين الرغبة المشتركة في التوسّع في إطلاق الشراكات الاستثمارية الواعدة التي تعكس ما تتمتّع به الدولتان من إمكانيات ومزايا تنافسية ينبغي العمل على تعظيم الاستفادة منها بما يُحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وهو ما مثّل نقطة الإنطلاق لتأسيس منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين صندوق مصر السيادي وشركة أبو ظبي القابضة، والتي تمت تحت مظلة البروتوكول الموقَّع في 14 نوفمبر 2019، لضخ استثمارات مشتركة تفوق 20 مليار دولار لتنفيذ مشروعات اقتصادية وتنموية.
استطردت: كما تجمعنا الشراكة الصناعية التكاملية مع كل من الأردن والبحرين؛ لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في خمس مجالات صناعية واعدة، تشمل الزراعة، والأغذية، والأسمدة، والمعادن، والبتروكيماويات، التي جاءت لتدعم العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، والتي لم تتأثر من جراء الأزمات التي يشهدها العالم، حيث عكف الجانبان على بحث عدة مشروعات وفرص استثمارية في قطاعات مختلفة تحقق مصالح البلدين.

واختتمت وزيرة التخطيط كلمتها قائلة “أود التأكيد على حرص الدولة المصرية الدائم على استمرار التعاون والتنسيق المُثمر والمُتميِّز مع دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات، ترسيخاً لدعائم التعاون التنموي الوثيق بين الجانبين. وأتوجّه بالشكر لكافة الجهات المعنيّة ولجميع القائمين على الإعداد والتنظيم الجيّد لهذه الاحتفالية. وأتمنى لجميع الحاضرين التوفيق والنجاح ولدولتينا الشقيقتين مزيد من التقدم والازدهار. وأن تمثّل هذه الاحتفالية علامة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية، وأن تؤسس لمرحلة جديدة أكثر تميزاً وعمقاً في العلاقات بين البلدين. نحتفل اليوم بالعيد الخمسين ونوصي الأجيال القادمة بالسعي لاستدامة هذه العلاقات، وأن تشهد السنوات القادمة الاحتفال بمرور مائة عام على هذه العلاقات الفريدة والمتميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى