حكاية النقوش المضافة بمعابد الكرنك بالأقصر

محسن يوسف
توالت أعمال البناء والتوسع في معابد الكرنك على مدى أكثر من ألفى عام من الزمان، فما يلبث أن يكتمل جزء ما من المعبد حتى يتم البدء في جزء آخر هنا أو هناك، أو يُضاف إلى ذلك الجزء المكتمل عناصر معمارية ملحقة، أو حتى تتم الإضافة لنقوشه بعد اكتمالها. حتى أصبح ذلك التيه عامراً بالمنشآت الضخمة التي تبرز من على ضفاف النيل كقلعة محصنة بأسوارها الضخمة ومنشآتها الحجرية العالية.
وأوضحت رسالة ماجستير بعنوان النقوش المُضافة لاحقًا في معابد الكرنك (المغزى والمحتوى) للباحثة والمفتشة الأثرية شيماء مندور، أن فكرة النقوش المُضافة لاحقًا في معابد الكرنك والتي أضيفت على عناصر المعبد المختلفة من جدران ومسلات وتماثيل بعد عصر البناء والنقش، تمت بشكل للدعاية الملكية لكل ملك. وتمثل الرعاية له .
يمكننا تتبع هذه التعديلات الأثرية في النقوش المُضافة لاحقاً بمعابد الكرنك، والتي خلدت نقوشاً تكريسيه دعائية، ويكشف المسح الأثري لهذه النقوش كلا من الاتساق الموضوعي والتطور المطرد في التكوين والاستخدام، بحيث يتم دراسة هيكلها ومحتواها وتطورها، في ضوء السياق المعماري والتاريخي لكل منهما.
وقالت شيماء مندور فى تصريح لبوابة الأهرام، إن كثيراً ما كانت تتم إضافة نقوش للمواقع المقدسة والتي كانت قائمة بالفعل، فيسطر الملك أسمائه الملكية ضمن نقش غالباً ما كان يتم أسفل النقوش السابقة ويعدد إنعاماته وواجباته نحو بيوت المعبودات، ويختار لذلك مكاناً بارزاً به حركة مستمرة، فاعتدنا أن نرى النقوش المضافة لاحقاً على طول محور الكرنك الرئيسى، ومحور الاحتفالات الشمال جنوبي وعلى البوابات الرئيسية والعناصر المعمارية البارزة في هذا المجمع الضخم.
وقد أعتُبرت النقوش المضافة لاحقًا في الكرنك أحد أهم وسائل التعبير عن الواجبات والرعاية الملكية تجاه المعبد،،
مؤكدة أنها استمرت حتى نهاية استخدام المعبد كمكان للديانة المصرية القديمة نهاية حكم الرومان
وأكدت شيماء مندور، أن اول نقش مضاف ظهر في الكرنك يعود لعصر الدولة الوسطى خاص بالملك سوبك حتب الرابع على تمثال لمنتوحتب نب حبت رع، مؤكدة أن أكثر النقوش المضافة كانت من نصيب سيتي الثاني، وفيما يخص الأماكن كان للفناء بين الصرحين الثالث والرابع نصيب الأسد من النقوش المُضافة لاحقًا
ومعابد الكرنك من أكبر المعابد فى مصر، وقد سُمِى المعبد بهذا الاسم نسبة لمدينة الكرنك وهو اسم حديث محرف عن الكلمة العربية خورنق وتعني القرية المحصنة والتي كانت قد اطلقت على العديد من المعابد بالمنطقة خلال هذه الفترة، ينما عرف المعبد باسم «بر آمون» أي معبد آمون أو بيت آمون، وخلال عصر الدولة الوسطى أطلق عليه اسم إبت سوت والذي يعني الأكثر اختيارًا من الأماكن ترجمت بالبقعة المختارة.، كذلك عرف المعبد بالعديد من الأسماء،وكان لتسمية المعبد بتلك الأسماء علاقة مع الاعتقاد المصري القديم بأن طيبة كانت أول مدينة تأسست على التلة البدائية التي ارتفعت عن مياه الفوضى في بداية تكوين الأرض.

