“الحنطور”.. يستعيد أمجاده على كورنيش بنى سويف الجديد

محمد السيد
عقب ثورة يوليو، شهدت بنى سويف خروجًا جماعيًا للحناطير من قصور البشوات إلى شوارع مختلف مدن المحافظة لخدمة الأهالى والترويح عن السياح .. حيث كانت الحناطير تملأ شوارع المحافظة وأصوات صهيل الخيل ورنة “حدوة الأحصنة” تمثل سيمفونيات اعتاد علي سماعها المواطن والسائح .
استمر الحال حتى بدأت المهنة فى الانقراض والاختفاء تدريجيا مع دخول سيارات التاكسي والميكروباص الخدمة ، وازدياد عدد السيارات والدراجات البخارية ذات الملكية الخاصة .
مع تطوير كورنيش النيل طبقا لتوجيهات الرئيس السيسي بتطوير الواجهات النيلية من القاهرة إلى أسوان، والتي كان لبني سويف منها النصيب الأكبر، عادت السياحة سواء الداخلية أو الخارجية تغازل المهنة من جديد , مع ازدياد الطلب عليها .
تقابلنا مع أحد أقدم أصحاب المهنة داخل حي الغمراوي بمدينة بنى سويف بالقرب من موقف محي الدين، لنعرف منه تاريخ وحاضر المهنة والمشاكل التي تواجههم .
يقول جمال فايز ـ 56 عامًا يعمل سائق حنطور منذ 44 عاما ـ ورثت المهنة عن والدي وأجدادي داخل المحافظة , حيث كانت المهنة تشهد ازدهاراً في الماضي، وكانت الأجرة تكفي لتغذية الحصان والإنفاق على ” بيوتنا ” , وكانت ” التوصيلة ” تبدأ من 10 قروش حتى 25 قرشا , و أصبحت الآن الأجرة جنيهان أسوة بسيارات السرفيس .
وأضاف أنه لايزال البعض يعتمد على الحنطور كوسيلة نقل، حيث يزداد الإقبال عليه في المناسبات كالأعياد وشم النسيم وغيرها، فضلا عن حفلات الزفاف، والتي يود فيها البعض الخروج عن إطار الحفلات التقليدية إلى استخدام الحنطور فى ” زفة ” العروس .
وتابع : بدأت أعداد السياح الوافدة إلى بني سويف تتأثر بسبب ظروف كورونا والحرب فى روسيا ولم يعد أمامنا سوى الاعتماد على أبناء المحافظة، الذي بدأ اعتمادهم يقل على الحنطور .
ويطالب ” عم جمال ” مسئولي المحافظة بتجهيز موقف خاص بالحنطور بجوار الممشى السياحي الجديد لإنعاش المهنة، وتشجيع السياحة , وتحسين الوضع الاجتماعي والمعيشى لأصحاب الحناطير .
وعن مكونات الحنطور من تنجيد ونحاس وجلود ودهانات أكد ” فايز ” أن هناك ورشة متخصصة في تلك التجهيزات , تعد الوحيدة المتبقية فى المحافظة لتجديد الحنطور من ” الألف إلى الياء ” ، مشيرا إلى أن تكلفة الحنطور بالحصان الذى يجره تتراوح بين 16 ألفا إلى 20 ألف جنيه , وهو أرخص فى مجمله من التوك توك فى حال رغب أى شاب فى إقامة مشروع غير مكلف، ولكن يجب أن يتوافر لديه مكان للحصان .
وأكد سائق الحنطور أن الحناطير والكارتات في أيام البشوات والبكوات وأصحاب الأبعاديات كانت مقتصرة عليهم فقط , وكانت الكارتة للباشا فقط يتنقل بها سريعا داخل أرضه وبين العزب المجاورة , أما الحنطور فكان لنقل الأولاد والسيدات . وأضاف أنه بعد دخول السيارات وانتشارها بدأ البشوات يستغنون رويدا رويدا عن الحناطير ويتركونها للسائقين , ومن ثم بدأت تنتشر في شوارع المحروسة لنقل الأهالي , بعد أن كانت المواصلات للأهالي تقتصر علي الكارو والحمير .