كتّاب وآراء

مستقبل السياحة المصرية

بعيداً عن المهنية المطلقة وبعيداً عن الرؤية الأكاديمية والأكاديميين،   وبعيداً عن ذوي الخبرة المتراكمة في هذا المجال كل ذلك وله أهميته، ومراعاته وحيثياته فيما يرونه نحو مستقبل السياحة،  وإختلاف رؤاهم أيضا في إدارة الأزمات، ونظرياتها، وسيناريوهاتها التي تلقي بتبعاتها علي هذا القطاع صاحب الإستثمارات الضخمة من الأموال،  والثروة البشرية العملاقة،  والمالك لأهم الموارد الطبيعية في البلد من شواطيء وعيون وأبار  ومحميات،  وأثار وتراث علي مدار العصور قلما تجد مثل كل  هذه المقومات مجتمعة في دولة واحدة إلا في مصر.

أتكلم من واقع ماشاهدته،  وسمعته وتابعته من خلال عملي مع المسئول الأول عن السياحة، والقيادات العاملة في هذا المجال علي مدار سنوات عديدة ومجالات أخري داعمة لهذا القطاع فهناك من  الجهود الكثيرة التي بُذلت،  ومازالت للنهوض بهذا القطاع لتكون مصر في مصاف الدول الكبري سياحياًهذا الحلم الذي سنصل اليه يوماً ما عندما تتوافق الرؤي علي مستوي القيادات، والأجهزة،  ورجال القطاع أنفسهم،   وعلي رأس كل هذا افراد الشعب نفسه.

فانحسار الوعي الجمعي بأهمية السياحة علي مستوي القيادات وفي جميع قطاعات الدولة المختلفة على مستوي العامة من الشعب، وعدم الإستفادة من الفرص المتاحة، والتي يمكن أن يخلقها هذا القطاع الحيوي، والمتجدد خاصة، وأن السياحة هي المنتج الوحيد الذي تمتلك فيه مصر الميزة النسبية، والقدرة التنافسية بين الدول .

وأخيراً القطاع في حاجة إلي من يقوده من غير ذوي المصلحة، والتي لايعملون إلا من خلال رؤيتهم لمنشأتهم، ومصالحهم الشخصية فالقطاع السياحي ولطبيعته الخاصة فهو في حاجة إلي ممن يمتلكون رؤية اقتصادية شاملة ذات أبعاد مختلفة وعلي علاقة وثيقة بصناع القرار وأن يلقي الدعم الكلي من كافة أجهزة الدولة ليعلم الجميع أن السياحة هي السلعة الاستراتيجية الأولي  التي يُبني عليها إقتصاد الدولة فهناك من الدول الكبري يكون اعتمادها الأول علي صناعة السياحة،  فالسياحة هي صناعة كل الصناعات،  وهي التي تصنع العلاقات المتميزة بين شعوب الدول المختلفة.

ولا أكرر من جملة ضرورة  إعادة النظر في مناهج المدارس الثانوية الفندقية وكليات السياحة علي مستوي الجمهورية ولكن أشير الي إمكانية أن تتضمن تلك المناهج والتي سبق أن تم تطويرها أكثر من مرة التطبيق العملي وإكتساب خريجيهم  المهارات الحرفية التي سبق وان  تكلم عنها الجميع  بالاضافة الي تزويد جميع الكليات المتنوعة بمادة متخصصة وحسب طبيعة كل كلية عن السياحة المصرية حتي نعمل علي تغيير ثقافة المجتمع ونرتقي بأداؤه وتعاملاته  وهذا ما توفره السياحة.

ولا ننسي أبداً أن السياحة هي مفتاح السعادة وأنها السبيل للتقدم ورفاهية الشعوب، كما أود أن أشير الي اهمية الحفاظ علي الأثر من وجهة نظر الخبراء الأثريين،  والسياحيين الإ وهو العمل علي إعادة توظيفه في الغرض المخصص والذي   أنشيء من أجله، من خلال إعادة فتح الكتاتيب والمدارس الأثرية بعد صيانتها،  وتطويرها واخضاعها للأزهر  أو  التربية والتعليم لحل مشكلة النقص في  المدارس.

إعادة تشغيل الحمامات والبيوت الأثرية،  والوكالات، واعادة طرحها لادارتها،  وتوظيفها في الغرض المخصص من بنائها، وذلك من خلال  الفنادق والمنتجعات السياحية، ومنح المنشأت الفندقية الكبيرة والمنتجعات السياحية مساحات من الأرض الصحراوية  لإستصلاحها وزراعتها مع إنشاء مصنع صغير  لتوفير الإحتياج الغذائي للسائحين الوافدين، وتصدير الفائض للسوق المحلي،  والخارجي،  وذلك لجعل  اقتصاد السياحة ريعي إنتاجي  مع منح تلك المنشأت مميزات تتمثل في ارض مجانية، سعر تحفيزي للمياه والكهرباء والتأمينات  فرض ضرائب خاصة تقدر بصورة عادلة.

مثل هذه المشروعات توفر فرص عمل جديدة،  وتساعد في تقليل  الخسائر عندما يتعرض القطاع لإنحسار في عدد السائحين الوافدين وذلك في إطار  الاهتمام بالصناعات الغذائية وغيرها من الصناعات الأخري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى