“الاستثمار العُماني”: مشروع عالمي لإنتاج البروتين من التمور
نسمة حسين
أطلق جهاز الاستثمار العُماني مشروعًا جديدًا لإنتاج البروتين البديل من التمور، بالتعاون مع شركاء عالميين، يأتي في مقدمتهم إحدى الشركات الأمريكية، وتتمثل أولى مراحل المشروع في إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية، وتأتي هذه الشراكة نتيجةً لاستثمار الجهاز في الشركة الأمريكية التي استطاعت تطوير البروتين البديل واستخدامه بنجاح في إنتاج الأغذية البديلة ومشتقات الألبان النباتية، حيث أعلن الجهاز بالتعاون مع الشركة الأمريكية عن تأسيس شركة تقنية الأغذية الحيوية، بهدف دراسة جدوى بناء مصنع في سلطنة عُمان.
جاء ذلك خلال فعالية «مستقبل الغذاء» التي نظمها جهاز الاستثمار العُماني مؤخراً بالتعاون مع الشركة الأمريكية للتعريف بالإمكانات الواعدة للتقنيات التي يُمكن أن يقدمها هذا المشروع بعد استيفاء دراسات الجدوى الاقتصادية الجارية حاليًا.
ويسعى جهاز الاستثمار عبر هذه الشراكة إلى تعزيز الأمن الغذائي والإسهام في تحقيق الاكتفاء الذاتي وجذب الخبرات العالمية للاستفادة منها في المشروعات المحلية بما يحقق التنويع الاقتصادي ويوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وفرص أعمال للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وقد شهدت الفعالية التوقيع الرسمي للشراكة بين الجهاز والشركة الأمريكية بحضور عدد من الوزراء، ورؤساء تنفيذيين، ومسئولين من شركات وصناديق للاستثمار الغذائي إلى جانب مسئولين من الشركة الأمريكية، وتم خلالها تقديم نماذج متنوعة من المأكولات الآسيوية والعربية والغربية مصنوعة من البروتين البديل.
ويرى مراقبون أن المشروع يُجسد الفائدة التي يمكن أن يحققها جهاز الاستثمار العُماني من استثماراته الدولية، حيث يقوم بجلب شركائه الدوليين لتأسيس مشروعات في السلطنة، ونقل التقنيات المتقدمة وتوطينها محليًا، كما يسعى الجهاز من خلال الاستثمار في قطاع الإنتاج الغذائي إلى استكشاف مجالات واعدة تتناسب مع مناخ السلطنة، وتعود بالنفع على الاقتصاد الوطني، الأمر الذي سيعمل على تحقيق عوائد مالية، ويسهم في تعديل الميزان التجاري وإحلال الواردات الغذائية وتوفير فرص عمل في قطاع الإنتاج الغذائي بشكل مباشر وغير مباشر، إضافة إلى توفير منتجات غذائية بجودة عالية وبمواصفات تلبي احتياجات المستهلك.
ووفقًا لخبراء الأمن الغذائي، فإن سلطنة عُمان تنتج ما يزيد على 400 مليون طن متري من التمور، 50% منها للاستهلاك المباشر، ويمكن الاستفادة بالنصف الآخر منها في إنتاج البروتين البديل بجودة عالية، خاصة أن السوق الإقليمية لمنتجات الغذاء البديلة واعدًا، وأن قيمة سوق بدائل الألبان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تبلغ حاليًا 1.2 مليار دولار مع معدل ارتفاع سنوي يبلغ 12%، ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى 3 مليارات دولار.