الصراع بين السفر وكورونا
مع بداية عامنا هذا ٢٠٢٢ لوحظ التركيز في وسائل الإعلام العالمية علي ” تحورات كورونا ” دول المنشأ لهذا الفيروس تصمت أمام هذا التحور والذي يحمل أسماء مختلفة ، اليابان أعلنت عن لقاح جديد يقضي علي هذا الوباء .
شركات الأدوية العالمية تعجز عن الرد حول التحورات وطبيعتها وأهمية اللقاحات المتوفرة وتأثيرها في القضاء علي هذا الفيروس ، بريطانيا وعلي لسان وزير الصحة بها أكد أن التعايش مع هذا الفيروس أصبح واقعا ، منظمة السياحة العالمية من خلال بعض تقاريرها ترفض أي إجراء أو قيود للحد من السفر .
بعيدا عن عشرات الآلاف من رحلات الطيران في العالم التي تم إلغاؤها نظرا لطبيعة المناخ من عواصف ورياح وصفيع في أوروبا وبعض الولايات في أمريكا ، حالة من الصراع بين الاوپئة والطبيعة وصناعة السفر ، الغالب في الحد من السفر رغم التقارير الدولية حول عدم فرض قيود عليه إلا أن ” كورونا ” هو المسيطر علي المشهد العالمي والمخيف والمرعب ، المشهد عبثي رغم حالة التفاؤل التي بدأت تظهر ملامحها علي رجال أعمال ومستثمري صناعة السفر والسياحة في العالم.
يبقي قدرة البشر علي مقاومة فيروس كورونا وعدم الاستسلام له ، بدأت حركة السفر تنشط خلال أعياد رأس السنه والميلاد المجيد ، وبات واضحا أن الرغبة في عدم الاستسلام لمخاوف كورونا رغم المحاذير من منظمات دولية إلا أن حكومات العالم أصبحت أكثر قوة عن سنوات سابقة وأصبحت المواجهة واضحة والرغبة في السفر حسمت هذا الصراع ، وهذا يخلق متغير جديد في صناعة الضيافة ولابد للمقاصد السياحية والتي تمتلك مقومات أن تعمل علي خلق منتجات سياحية جديدة تتناسب وطبيعة هذا الصراع .
السياحة الصحية أصبحت أمرا ضروريا وهاما للحفاظ علي رغبات المستهلكين ، أي أن الاستثمار السياحي لابد أن يشمل عناصر مختلفة أهمها منتجعات صحية وبها مقومات إستشفائية وفي مناطق جذب ، وثانيا السياحة الخضراء اي المنتجعات التي تحمل مواصفاتها وهذا حديثا قديما والعالم يتحدث عنه تقريبا من عام ٢٠٠٧ وهي إحدى مفردات التنمية المستدامة للسياحة ، لابد أن تتلاقي الرغبات مع الأهداف والخطط مع عناصر الجذب ، السياحة صناعة حيوية وتساهم في تنشيط الاقتصاد العالمي وهذا يؤثر بالايجاب علي خطط التنمية.
والسؤال الذي يطرح نفسه أين المقصد السياحي العربي من هذا الصراع ..؟ وما حجم التعاون من أجل الحفاظ علي الثروة الفندقية التي أصبحت واقعا نعيشه ، أعتقد أن التعاون العربي المشترك في هذا المجال سيكون أكثر واقعية وان الاتفاق علي صيغة موحدة للسفر بين الدول العربية بدون تأشيرات ولا شروط مسبقه سيفرض نفسه علي إجتماعات وزارية قادمة إن كانت هناك نوايا حقيقية لمواجهة حربا بيولوجية قد تقضي علي ثلث سكان الكرة الارضيه في خلال عشر سنوات قادمة وبالطبع ستكون منطقتنا مستهدفة ومسرح لهذا العبث.
أدعوا الله أن يوفق العالم العربي لما فيه خيرا لشعوبه.