تاريخ وحضارة

اكتشفها فلاح عام 1945.. حكاية مخطوطات نجع حمادي

بالقرب من قرية (حمرة دوم) بنجع حمادي بمحافظة قنا أكتشفت هذه المخطوطات مصادفة عن طريق أحد السكان أثناء عمله بالفلاحة عام 1945 م.
حيث اكتشف جرة خزفية وجد بداخلها 13 مجموعة (مخطوطة مُجلّدة) مكتوبة باللغة القبطية علي ورق من البردي، وتم تداول هذه المجلدات حتي وصلت إلي القاهرة وتم بيعها في سوق الأنتيكة بالقاهرة، وصل خبر هذه المخطوطات إلي رجال مصلحة الآثار فقاموا بشراء أول مجلد ظهر في السوق وحفظوه بالمتحف القبطي، إلا أنهم حتى ذلك الوقت لم يدركوا القيمة الحقيقية لهذه المجلدات للتحقق من أصلها نظرا إلى عدم وجود خبراء متخصصين وفي عام 1948 حضر إلى مصر أحد علماء المصريات المتخصصين في الدراسات القبطية، في زيارة المتحف القبطي، فانتهز مدير المتحف هذه الفرصة لإطلاعه على المجلدات وازداد حماس مدير المتحف عندما أخبره العالم الفرنسي أن اكتشاف هذا النوع من المجلدات سوف يؤدي إلى معرفة الكثير عن الفترة المبكرة وأحداث المسيحية الأولي.

حيث علمت وزارة المعارف بهذه المخطوطات وكان وزيرها في ذلك الوقت هو الدكتور( طه حسين) فأمر بشراء أي مجلد منها يتم العثورعليه لصالح المتحف القبطي حتي وصل العدد في النهاية الي 13 مجلدا تحتوي علي 52 نصا بعد أن نجحت وزارة الأثار في الحصول علي أخر المخطوطات ووضعت بالمتحف عام 1961.

وأبرز ما تضمنه المخطوطات الثلاثة عشر هي مجموعة من الأناجيل التي كتبت بعد السيد المسيح وهي أنجيل توما وأنجيل فيليبس وأنجيل الحقيقة وأنجيل المصريين القبطي وكذلك أسفار ومخطوطات ودراسات قبطية وكذلك مخطوطة لكتاب الجمهورية لأفلاطون.

وبدأت محاولات ترجمة المخطوطات سنة 1956 م، ولكنها كانت بطيئة نظرًا للأوضاع السياسية في مصر في تلك الفترة، ولم تبدأ المحاولات الجديّة للترجمة إلا مع سنة 1966 م عندما سمحت السلطات لمجموعة من الباحثين المتخصصين في الدراسات المسيحية بترجمة المخطوطات الي عدة لغات من الجامعات العالمية المختلفة، وكذلك أهتمت هيئة اليونسكو بالمخطوطات وكونت لجنة متخصصة لدراستها وترجمتها مما جعلها متاحة للجميع للدراسة والأطلاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى