[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: حديث الإفك في غرفة الفنادق

شاركت في المؤتمر الصحفي الذي عقد علي هامش إجتماع الجمعية العمومية العادية لغرفة المنشٱت الفندقية بأحد فنادق القاهرة.

جاءت مشاركتي في إطار عملي كصحفي واترأس مطبوعة سياحية كان أول إصدار لها مطبوع في ديسمبر عام ١٩٩٨ ، وقتها كانت الحكومة المصرية تبذل جهودا كبيرة لتنمية قطاع السياحة، إنشاءات في كل مكان وتحركات سريعة للقطاع الخاص بإشراف القطاع العام.

كانت مصر تعزف سيمفونية كبيرة داخل المناطق السياحية، وقتها كان عدد العاملين في القطاع السياحي المصري ضئيلا وكانت الإدارة الأجنبية في القطاع السياحي الأكثر تواجدا ، نظرا لأن شركات الإدارة الأجنبية تسيطر على السوق المصري ، كنت فخورا بما يتم إنجازه وكنت أحلم بأن القطاع الفندقي يديره شباب مصر ، ومع مرور السنوات أصبحت الإدارة الفندقية مصرية ومعظم الاستثمارات الفندقية مصرية وشباب مصر يدير كافة مفاصل القطاع السياحي المصري ، وهذا يدعو للفخر والإعتزاز بلا شك ، ولا أحدا ينكر أن هناك جهودا مبذولة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للسائح ، والتطور واضح.

 

كانت وقتها الأرقام لا تكذب ولا تتجمل ويحكمها المنطق والعقل ، وكنت ٱمل في أن يأتي اليوم الذي تختلط فيه عناصر التعاون بين البحث العلمي وصناعة السياحة المصرية ، وخاصة في بعض عناصر قطاع السياحة المصرية ، التدريب المهني نموذجا ، فلقد عمل عمرو صدقي نائب رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة علي ذلك في ظل التحديات التي كانت تواجه ملف التدريب المهني وتولي لجنة التدريب في الغرفة ، وقتها كان حسين بدران وبدعم من الوزير زهير جرانه يعزف سمفونية عظيمة وكبيرة ومؤثرة في تنمية الموارد البشرية في صناعة السياحة المصرية، الرجل عمل في كل الاتجاهات حتي خلق واقعا جديدا في التدريب المهني ، رغم التحديات التي واجهت الرجل بشكل شخصي ومحاولات إقصائه لاسباب شخصية لا تحكمها المنفعة العامة ، بل تحكمها حسابات أقل ما توصف به ” وضيعة ” وقرر الرجل الرحيل بإرادته عن مشهد التدريب المهني في قطاع السياحة المصرية، بعد تخلي الوزير يحي راشد رحمه الله عن اهتمامه بهذا الملف لأسباب غامضة ولا تفسير لها ، ربما أحدهم يملك تفسيرا ، فالرجل توفاه الله ولست ممن يذكرون الموتى سوي بالخير .

 

أتابع عن كثب كل الفاعليات بهذا الصدد ، إيمانا مني بأهمية التدريب المهني لقطاع السياحة ، وأملك مصادر معلومات حول الملف خارجيا وداخليا ـ وأستبشر خيرا بأي تغيير للأفضل داخل قطاع السياح.

لكني اليوم وجدت نفسي في مؤتمر صحفي لغرفة الفنادق المصرية يتحدث فية القائمون على أمور الفنادق في ربوع مصر بأسلوب حديث ” الإفك ” أرقاما مطبوعة في تقرير مجلس إدارة غرفة المنشأت الفندقية تحتاج إلى ” مترجم ” لا يستوعبها عقل ، ولا تتسق وحال السياحة في ربوع مصر ، وعن مشروعات للتدريب المهني لا تتسق من وجهة نظري وطموحاتنا المهنية في ظل تنمية سياحية متكاملة تعمل الحكومة المصرية عليها ، لا رؤي ملموسة نستطيع أن نبني عليها كوادر مهنية ، بروتوكولات مع جامعات في الداخل والخارج لا تستطيع أن تلعب دوراً مؤثرا في تنمية الوعي المهني في ظل غياب بنية تحتية متكاملة الخدمات في قطاع السياحة المصرية.

 

في تقرير مجلس إدارة غرفة الفنادق المصرية كله في المطلق من أجل تعزيز التعاون بين الغرفة وكافة مؤسسات الدولة دون الحديث عن ماهية هذا التعزيز ..! وهل لا يوجد تعزيز ..! ومن المعزز إن وجد ـ كنت أتمني أن نبني علي تجارب الٱخرين ونطورها حرصا على المال والوقت ، في ظل التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم وفي ظل وجود خبرات مصرية كبيرة وكوادر بشرية تستطيع أن تحقق لقطاع السياحة إحدي عناصر الجودة.

 

كنت ٱمل أن أساهم في حديثا يثري ملف التدريب المهني وتستثمر الفرص التي تقدمها الحكومة المصرية للقطاع الخاص في ظل إهتمام القيادة السياسية بملف تنمية صناعة السياحة المصرية، لا خلاف لي شخصيا على أحد ـ ولا أتصيد أخطاء أحد ـ الخلاف مع سياسات مهنية تؤثر سلبا على الجهود المبذولة لتنمية قطاع السياحة.

غابت الكوادر المهنية عن المشهد السياحي المصري ، وأصبحت الرؤية ضبابية في ظل هؤلاء القوم ـ الذين يديرون ظهورهم لأهل الخبرة ويعتمدون علي أهل الثقة ـ أتذكر ـ كان الوزير وقيادات الوزارة تتابع مثل هذه الفاعليات ولا تعتمد على تقريرا مكتوبا ، بل كان أحيانا الوزير شخصيا يشارك رجال القطاع همومه ومشكلاته ، في تقرير مجلس إدارة غرفة الفنادق ـ جاء في إحدى فقراته ـ تمت معالجة إنقطاع التيار الكهربائي عن مدن طابا نويبع ـ وهذا لم يحدث ـ الفنادق بهذه القطاعات مازالت تواجه مشكلات إنقطاع التيار الكهربائي , ويقينا أن الغرفة في وادي وقضايا التدريب المهني وجودة المنتج السياحي في وادي أخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى