الملكة تي.. أشهر حماة في تاريخ مصر القديم

كتبت – خديجة أحمد
أغلب من تناولوا حياة الملكة تي، زوجة الملك أمنحتب الثالث وأم إخناتون (أمنحتب الرابع)، ركزوا على الجانب المظلم في حياتها الخاص بكونها حماة قاسية على الملكة نفرتيتي، ولكن لم يتناولوا الجانب المضيء في حياتها، وهو الخاص بكونها سيدة بمائة رجل.
الملكة تي، سيدة غلب عليها عقلها، وسيطر على عاطفتها بقوة، فكانت تصنع ما لم تتحمله أو تقبله أي سيدة، حيث كانت تزوج زوجها للسيدات في إطار الدبلوماسية، ليساعدها ذلك في توطيد العلاقات بين أي بلدين.
وهذا ما أكدته الدكتورة مروة فرغلي الباحثة في التاريخ الفرعوني، وأضافت أن الملكة تي كانت منشغلة بالأحداث السياسية، وأنها كانت طاغية لديها على أي اهتمامات أخرى، فهي دائمة التفكير فيها، في جميع الأوقات وفي كل الجلسات.
كما لفتت “فرغلي” إلى أن تأثر الملكة تي بالأحداث السياسية ومجريات الحكم وانشغالها بها انطبعت على وجهها وملامحها، حيث ظهر وجهها عبوساً في جميع صورها، واشتهرت بتكشيرة معينة وفم مقلوب.
كما أوضحت “فرغلي”، أن الملكة تي تميزت بملامحها الفرعونية الواضحة، وبشرتها القمحية، ولكن لا توجد معلومات تجزم حول أن كانت الملكة تي من طبقة النبلاء أو من الملوك.
(من هي الملكة تي)
أشارت الباحثة في التاريخ الفرعوني، أن الملكة تي لم تكن من الملوك، ولكن أمنحتب الثالث قرر الزواج منها وجعلها ملكة لإعجابه الشديد بها وحبه لها، برغم أنه من المتعارف عليه لديهم أن الملوك لا يناسبوا إلا ملوك مثلهم، مشيرةً إلى أن الملكة تي هي زوجة الملك أمنحتب الثالث وأم إخناتون وهو أمنحتب الرابع.
وأرجعت الباحثة في التاريخ الفرعوني، الأسباب وراء إعجاب وحب الملك أمنحتب الثالث للملكة تي لأنها شخصية قيادية وقوية وصارمة، وأنها قريبة الشبه بشجرة الدر وحتشبسوت، فضلاً على أنها لها كاريزما وحضور في أي مكان تتواجد فيه، مشيرةً إلى أنه من شدة حبه لها، شّيد لها قصراً فى طيبة قديماً “الأقصر حالياً”، وألحق بحديقته بحيرة كبيرة محاطة بالأزهار، وأهداها الجعارين التذكارية.
.
ونفت الباحثة في التاريخ الفرعوني، أن تكون الملكة تي سمراء اللون كما يعتقد البعض، فالأمر غير ذلك تماماً، فهي من أخميم بمحافظة سوهاج، وكانت قمحية اللون مثل أغلب المصريين، لكن ألوان التماثيل تسببت في ظهورها وكأنها سمراء، مؤكدةً على أنه في عهد أمنحتب الثالث وأمنحتب الرابع كانت الملكة تي هي الآمر الناهي في كل شئون الحكم.
كما أكدت الباحثة في التاريخ الفرعوني، أن شخصيتها كانت عكس زوجها تماماً، فهو رجل مرفه وهي شخصية جادة جداً وحازمة، وتؤمن بأهمية البناء والتشييد، لافتة إلى أن الناس اعتادوا على إرسال رسائل تل العمارنة لها (المراسلات الدبلوماسية بين مصر والشرق الأدنى القديم)، من أجل التودد لها حتى توصي عليهم الملك أمنحتب الثالث وبعد ذلك إخناتون نجلها.
(أشهر حماة في التاريخ)
أرجعت “فرغلي” ما يُقال عن تي، بأنها أشهر حماة في تاريخ مصر القديم، بسبب قصة إختفاء الملكة نفرتيتى زوجة ابنها إخناتون، وقيام إخناتون ببناء قصر صغير منفصل للملكة نفرتيتي تقيم فيه بعيداً عن والدته، وتعددت السيناريوهات حول هذه القصة.