[ الصفحة الأولى ]كتّاب وآراء

السيد الدمرداش يكتب: مكاتب السياحة والآثار الداخلية

 

كانت تلعب مكاتب وزارة السياحة في محافظات مصر دوراً كبيراً في التعريف بمقومات السياحة بكل عناصرها وكان موظفيها يتواجدون في كافة المواقع الأثرية ويؤدون دوراً عظيماً، ويحملون مطبوعات تعريفية عن المقصد السياحي المصري، مثلما الحال في دول عربية شقيقة.

شاهدت هذا في الميادين العامة حيث تتواجد أكشاك بها موظفين يرتدون زياً موحداً ويتقدمون نحو ” السائحين ” تبتسم وجوهم وقلوبهم، فرحين ، يعرضون عليه بعض المعلومات التي تمكنه من الاستمتاع بزيارته، كما يتركون أثراً طيباً وايجابياً عند الأجانب، وتبقي هناك صورة ذهنية للزائر عن المقصد السياحي المصري، وكانت في مصر زمان مكاتب داخلية لـ  هيئة تنشيط السياحة المصرية لم يكن دورها يقتصر علي الفعاليات التي تعمل عليها هيئة تنشيط السياحة من خلال أجندة سنوية بل كان السادة الموظفين، مدربون علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة ، ويحرصون علي تقديم خدمات كبيرة للزائر أن أمكن.

لم تكن في السابق تلك الصراعات الوظيفية التي دمرت طبيعة العمل في المكاتب الداخلية لوزارة السياحة، كان وكيل الوزارة المسؤول يعلم كل المعلومات حول موظفيه، ولم يكن ينتظر من أحد “كرتونة بلح ” أو غيرها، كانت مصر فوق الجميع والسياحة المصرية تعني تحقيق انتصار من خلال معاملة الأجانب بشكل عام يحمل قيم مجتمعية أصيلة، غابت تلك القيم في ظل المصالح الشخصية وصراعات وظيفية وتحولت مهام تلك المكاتب إلى مراسم إستقبال “علية” القوم من موظفي السياحة والمحاسيب، كما حدث في المكاتب الخارجية التي ساهمت “الوساطة ” في تسفير موظفين لا يملكون الخبرة ولا اللغة التي تؤهل الموظف المسؤول للتواصل مع رجال السوق في بلداً ما.

إنحرفت المعايير عن الطريق الصحيح حتي سمعنا عن موظف في إحدى الدول الأوروبية، تجاوز في حق وظيفته وتحول المكتب الي تحقيق مصالحه الشخصية حتي سارت الأمور عكس ما هو متوقع، قصص المكاتب الخارجية والداخلية، وموظفيها، تزكم الأنوف، بسبب غياب الوعي المهني حول مفهوم النشاط السياحي، وغياب الحس الوطني لهؤلاء الذين يلهثون خلف السفر وتحقيق مكاسب شخصية.

نحن أمام مؤسسة كانت في السابق تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً في تنمية الوعي المجتمعي في الداخل، فقدت دورها وموظفيها لا تؤدي الواجب الوظيفي المنوط به دون رقابة من أحد ولا تدريب ولا زي رسمي، ولا مطبوعات ولا أجهزة تواصل حديثة، غلقها بالضبة والمفتاح كما فعلنا في المكاتب الخارجية يؤخرنا عن تحقيق نمو في حركة السياحة الوافده الي مصر.

تضارب القرارات والرؤى إشكالية كل مسوؤل يهبط علي كرسي في وزارة السياحة، بواسطة أو بدون النتائج أفقدتنا الكثير من مكتسبات كانت متوقعة، فقدت المكاتب الداخلية دورها في ظل المحسوبية، خرجت من الخدمة بدون إدراك، أصبحت بدون دور حقيقي، في ظل غياب الوعي المهني حول مفهوم النشاط السياحي ودوره في تنمية الموارد المجتمعية، والاقتصاد الوطني.

أمام الوزير شريف فتحي فرصة تاريخية لتصحيح الأوضاع وهذا رجل يعي أهمية الحفاظ على المقصد السياحي المصري في الداخل والخارج، أدعوه لزيارة المكاتب الداخلية متنكراً في ثياب مواطن عادي وسيكتشف بنفسه ما آلت إليه الأمور وما نحن عليه وما كان يجب أن نكون عليه.

تخلينا عن الثوابت الوطنية في حضور مصالحنا الخاصة والمنافع الشخصية.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (أخبار السياحة)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياحة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى